Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Editorial
دار القمة
Número de edición
-
Ubicación del editor
الإسكندرية
Géneros
تقديم
إن الدارس لعلم النبوات في أي أمة يرى بوضوح آثار قدرة الله تعالى المؤيّدة لرسوله محمد ﷺ خير البشر ولو كان هذا الدارس متخصصا في النقد التاريخي مفندا لمزاعم النبوة فإنه يحار عقله وقلبه أمام ما أوتي النبي ﷺ من كثرة المؤيدات والمثبتات لنبوته ﷺ وإن دفعه غروره لإنكار نبوته ﷺ فبالعقل قبل النقل يستطيع أن يقيس تلك المعجزات والدلائل على ما عنده من معايير وأقيسة فإذا به يجد نفسه أمام نبي عظيم أتاه الله ﷾ من المعجزات المعنوية والحسية ما على مثله يؤمن الناس كلهم جميعا.
ثبت عن النّبيّ ﷺ أنه قال: «ما من الأنبياء نبيّ إلا أعطي من الآيات ما مثله أو من أو آمن عليه البشر، وإنّما كان الّذي أوتيت وحيا أوحاه الله إليّ، فأرجو أنّي أكثرهم تابعا يوم القيامة» «١» رواه الشيخان.
وهنا يجدر بنا ذكر الصفات العامة التي عليها يقيس البشر صحة نبوة الأنبياء، وتلك الصفات التي دعت قساة القلوب وغلاظها إلى الإيمان والتسليم، فهذا ضماد يسمع من الرسول بعض الكلمات فيسلم، كما روى مسلم في صحيحه أن ضمادا لما وفد على الرسول ﷺ قال له ﷺ: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاإله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله فقال ضماد: أعد عليّ كلماتك هؤلاء فلقد بلغن ناعوس البحر، هات يدك أبايعك ...» «٢» .
فقد أظهر الله على يده ﷺ تصديقا لدعوته من المعجزات والدلائل ما لا يحصى ولا يعد، فهو ﷺ أكثر الأنبياء وأظهرهم برهانا وسنذكر لك في هذا الباب من الآيات ما تقرّ به عينك ويزداد به يقينك مما رواه الأئمة الأعلام في صحاح كتب الحديث.
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزول الوحي أول ما نزل، (٤٦٨١)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا ...، برقم (١٥٢) .
(٢) رواه مسلم، كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة، برقم (٨٦٨) .
1 / 61