Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Editorial
دار القمة
Número de edición
-
Ubicación del editor
الإسكندرية
Géneros
يفعلونه. قال: فاذهبى فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا. فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها «١» .
ثانيا: بعض أقوال العلماء- ﵏ في تفسير الآية
: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ:
قال الحافظ ابن كثير- ﵀: (أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر) «٢»، ونقل القرطبي عن المهدوي أنه قال في تفسير الآية: (هذا يوجب أن كل ما أمر به النبي ﷺ أمر من الله- تعالى.، والآية وإن كانت في الغنائم فجميع أوامره ﷺ ونواهيه دخل فيها) «٣»، وقال الشيخ السعدي- ﵀:
(وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول ﷺ يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول ﷺ على حكم الشيء كنص الله- تعالى.، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله ﷺ «٤» .
بعض فوائد الآية الكريمة:
الفائدة الأولى:
الأصل في أوامر النبي ﷺ الوجوب، إلا ما دل دليل على أن الأمر فيه للاستحباب، كما أن الأصل في نهي النبي ﷺ التحريم إلا ما دل الدليل على أن النهي فيه للكراهة، ودليله أن أوامر الله- ﷾ في القرآن للوجوب والآية تقول: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ.
الفائدة الثانية:
الزعم بأن اتباع أوامر ونواهي القرآن فحسب، واعتقاد البعض أن القرآن يكفيهم هو ضلال، وردّ للقرآن الذي أمرنا صراحة بطاعة النبي ﷺ في كل ما أمر ونهى، ولولا أن النبي ﷺ طاعة مستقلة، وأنه ﷺ يأمر وينهى بأمور لم يرد ذكرها في القرآن، ما كان لهذه الآية الكريمة من معنى، ويؤكد ذلك ما رواه البخاري: عن أبي هريرة ﵁ عن النّبيّ ﷺ قال: «دعوني ما تركتكم؛ إنّما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» «٥» .
_________
(١) البخاري، كتاب: تفسير القرآن، باب: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، برقم (٤٨٨٦)، ومسلم، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة، برقم (٢١٢٥) .
(٢) انظر تفسير القرآن العظيم، (٤/ ٣٣٧) .
(٣) انظر الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٧) .
(٤) انظر تيسير الكريم الرحمن، (٨٥١) .
(٥) البخاري، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنة رسول الله ﷺ، برقم (٧٢٨٨) .
1 / 26