141

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Editorial

دار القمة

Número de edición

-

Ubicación del editor

الإسكندرية

Géneros

الحديث الثاني: عن عمرو بن أخطب قال: (صلّى بنا رسول الله ﷺ الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتّى حضرت الظّهر فنزل فصلّى، ثمّ صعد المنبر فخطبنا حتّى حضرت العصر، ثمّ نزل فصلّى، ثمّ صعد المنبر فخطبنا حتّى غربت الشّمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا) «١» . رواه مسلم. وعند البخاري عن طارق بن شهاب قال: سمعت عمر ﵁ يقول: قام فينا النّبيّ ﷺ مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتّى دخل أهل الجنّة منازلهم وأهل النّار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه «٢» . وعنده أيضا، عن حذيفة ﵁ قال: لقد خطبنا النّبيّ ﷺ خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام السّاعة إلّا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشّيء قد نسيت فأعرف ما يعرف الرّجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه «٣» . ١٥- استجابة دعائه ﷺ: أ- استجابة دعائه ﷺ للمؤمنين: المثال الأول: عن أنس بن مالك ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يدخل على أمّ حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أمّ حرام تحت عبادة بن الصّامت، فدخل عليها رسول الله ﷺ فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ﷺ ثمّ استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمّتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة- أو مثل الملوك على الأسرّة» - شكّ إسحاق- قالت فقلت: يا رسول الله؟ ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله ﷺ ثمّ وضع رأسه ثمّ استيقظ وهو يضحك، فقلت وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمّتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله ...» كما قال في الأوّل قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: «أنت من الأوّلين» فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابّتها حين خرجت من البحر فهلكت.

(١) رواه مسلم، كتاب: الفتن، باب: إخبار النبي ﷺ فيما يكون إلى قيام الساعة، برقم (٢٨٩٢) . (٢) رواه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [الروم: ٢٧]، برقم (٣١٩٢) . (٣) رواه البخاري، كتاب: القدر، باب: وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا [الأحزاب: ٣٨]، برقم (٦٦٠٤) .

1 / 146