والغناء.
وبعد قليل جاء الغلام يقول: «إن الأمير ركن الدين بالباب.» فقالت: «يدخل.» وأشارت إلى
شوكار أن تسكت.
فدخل وألقى التحية، فابتسمت له، وقد ألقت النقاب بعض الشيء على رأسها، وفعلت شوكار مثل
فعلها، وقالت شجرة الدر: «مرحبا بالبطل ركن الدين، تفضل.» وأشارت إلى كرسي بين يديها،
فجلس عليه وهو يتأدب في نظراته ويفكر في سبب تلك الدعوة، فقالت شجرة الدر: «أتعلم يا ركن
الدين لماذا دعوتك؟» قال: «لا يا سيدتي، وإنما أعلم أني سيف من أسياف مولاتي ترمي بي حيثما
شاءت.» فقالت: «بارك الله فيك. لكن هل تفعل ما تفعله إكراما لي وحدي؟»
فلما سمع قولها علم أنها تداعبه وتشير إلى علاقته المستقبلة بشوكار، فسره أنها بادرته
بالحديث فقال: «نعم يا سيدتي؛ لأنك أنت صاحبة الأمر والنهي من كل وجه.» والتفت إلى شوكار
Página desconocida