الدين إلى منصب كبير أمراء المماليك فائدة لها، فأعانته على نيل ذلك المنصب في زمن الملك
الصالح، وهو لم ينس هذا الجميل لها. ولما سنحت فرصة أخرى يخدمها فيها بقتل طوران شاه لم
يضيعها، وإن كان قد فعل ذلك لمصلحته أيضا.
فلما أتم عمله أمس أنفذ بعض الخبر مع ركن الدين واحتفظ ببقيته لنفسه ليتلذذ بسماع الإطراء
والإعجاب بدهائه وبسالته. وجاء في ذلك الصباح على جواده مع جماعة من حاشيته وقواده، ولم
يسترح إلا قليلا ثم جاء إلى الإيوان، وبعث إلى شجرة الدر لتوافيه. •••
لم تمض هنيهة حتى دخل الغلام يعلن قدومها، فوقف لها عز الدين، ثم أكب على يديها كأنه
يقبلهما، فأجفلت وأشارت إليه أن يجلس، وجلست هي على السرير وجلس هو بين يديها، وأمرت الخدم
بالخروج، ولما خلت به قالت: «أهل بك يا عز الدين، قد بلغنا بلاؤك في إنقاذ البلاد من ذلك
الغلام، جزاك الله خيرا، إنها خدمة للمسلمين.»
Página desconocida