ثوبا مخططا معتم اللون، وضفرت شعرها ضفائر قليلة أرسلت منها اثنتين إلى جانب وجهها، وغطت
رأسها بغطاء مرصع بحجارة كريمة فوق الجبين له ذيل مزركش يغطي العنق من القفا حتى يسترسل على
الظهر. وقد تقلدت عقدين أحدهما من اللؤلؤ والآخر من العقيق وغيره، وتمنطقت بمنطقة مشبكها من
الذهب المرصع، وهي مع كونها على أبواب الكهولة لا يزال ماء الشباب يتلألأ في محياها، ولا
تزال عيناها ترسلان السحر إلى قلوب الناظرين، فتتملكهم الهيبة والقوة، لا اللطف والوداعة،
كما ينبعثان من عيني شوكار.
وكان عز الدين أيبك يشعر بقوة تلك المرأة وسيطرتها على قلبه ويحبها حب تهيب واحترام لا حب
شغف وتلهف. وزاده رغبة فيها ما كان يعلمه من منزلتها عند الملك الصالح وتقدمها في داره
ونفوذها عنده. فتودد إليها وبادلته هي حبا بحب، ووافق ذلك هواها لأنها مع مطامعها الواسعة
لا حول لها، وهي امرأة لا تطمع في قيادة جند تستعين بهم في نيل أغراضها، فرأت في ارتقاء عز
Página desconocida