لتحكم في الأمر، فابتدرتها شجرة الدر قائلة: «أرجو أن تكوني مسرورة من هذا النصيب يا شوكار.»
فرفعت بصرها والخجل يغشاه، فرأت شجرة الدر تنظر إليها نظر المداعب فأجابتها: «يظهر أن
سيدتي ملت رفقتي؟» وضحكت.
فقالت شجرة الدر: «لا، لكنني نظرت إلى مستقبلك، فمن كانت في مثل ما أنت فيه من الجمال
والعلم ورخامة الصوت يجب أن تنال نصيبا حسنا، وأنا على ثقة أن هذا الشاب الباسل من خيرة
الشبان، وله مستقبل مجيد، فإذا أخطأ ظني فيه ولم يكن الرجل الذي أرضاه لك لا أزوجك به. لا
تخافي؛ إني شديدة الغيرة على مصلحتك لأنك بمنزلة ولدي كما تعلمين. والآن ينبغي لنا أن نطلب
الرقاد فقد تعبنا.»
فقالت شوكار: «ولكن التعب جاء بنتيجة ترضينها يا سيدتي؛ إن الرجل الذي كنا نشكو منه قد
مضى لسبيله وعادت الأمور إلى مجاريها. فمن يا ترى سيتولى هذه السلطنة؟ أرجو ألا يعودوا إلى
Página desconocida