قالت: «هل قتل سرا؟»
قال: «كلا يا سيدتي، إنه قتل جهارا.» قالت «من قتله؟»
قال: «نحن قتلناه؛ لأنه لم يترك للصالح مكانا، وقد بالغ في الطيش والهوج، وكرر مغاضبتنا
وأسمعنا الإهانة، ولم يعجبه المماليك البحريون، مماليك أبيه الملك الصالح، وكلما ذكروا
أمامه استخف بهم، مع أنهم أصحاب السيف حماة هذه الدولة، وهم الذين ردوا الإفرنج عن هذه
البلاد. وقد صور له طيشه أنه الفاعل لما يريد، وأننا حشرات لا يعتد بنا، حتى بلغنا أنه كان
يصف الشموع ويأخذ رءوسها بالسيف ويقول إنه هكذا سيفعل بنا، وقد صبرنا على ذلك، حتى بلغنا أن
هذا لا يرضي مولاتنا أم ولد الملك الصالح، رحمه الله، فأضمرنا له السوء، فلما كان صباح اليوم
جلس في موكبه والأمراء والأكراد وأصحابه بين يديه، ورءوس النواب واقفون أمامه بعصي كسيت
بالذهب، كأنه يقول لنا: «إني سلطانكم رغم أنفكم»، فصبرنا عليه حتى مضى الموكب وبقي وحده وحضر
Página desconocida