Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Géneros
5
في أجنحة الحمام إلى القاهرة بأخبار النصر، فازينت المدينة واستبشر الناس وقويت روح الشعب. وذاع بين المماليك مقتل الأمير فخر الدين، فأهرع عامتهم إلى داره يقتسمون ماله!
ووقع الخلل في صفوف الصليبيين بعد تلك المعركة الدامية، فالتزموا الدفاع في أماكنهم وبينهم وبين عدوهم البحر، على أن المصريين لم يدعوا لهم لحظة للاستقرار، فلا يزالون يصلونهم نارا ويرمونهم بالمجانيق ويتخطفونهم أحياء ويتصيدونهم بالنبال!
ثم أعدوا عدتهم ليقطعوا عليهم طريق العودة، ويحصروهم حيث كانوا حتى يطلبوا الأمان أو يموتوا ، فصنعوا أسطولا من السفن المحاربة وحملوه في البر قطعا إلى حيث أنزلوه في بحر المحلة، واتجهوا به إلى ما وراء خطوط الصليبيين، فقطعوا عليهم طريق العودة إلى دمياط وطريق التموين جميعا.
وقل الزاد في معسكر العدو وتناثرت على جوانبه جثث القتلى وطفت على سطح الماء، فانتشر الوباء وأصاب الخيل والناس جميعا، فلم يجد الصليبيون مناصا من الرحيل برا إلى دمياط عن طريق فارسكور.
حينئذ تهيأ المصريون للهجوم؛ إذ لا يملك العدو عن نفسه دفعا؛ وكان ما لا بد أن يكون!
وتبعثرت الحملة الصليبية السابعة أشلاء ممزقة ورمما، وبلغ عدد القتلى ثلاثين ألفا.
وسيق من بقي إلى معتقل الأسرى حتى يفتدي نفسه، وأسلم الملك لويس التاسع نفسه فاقتيد أسيرا إلى المنصورة، حيث اعتقل في دار القاضي فخر الدين بن لقمان، وجعل في رجليه قيد من حديد، ووكل بحراسته الخصي صبيح المعظمي، واقتيد معه إلى الأسر أخواه الأميران ألفونس وآنجو، وبضع عشرات من النبلاء والسادة ... •••
وكان الملك المعظم توران شاه في طريقه إلى مصر قد بلغ دمشق، وفي ركابه الأمير فارس الدين آق طاي، وعشرات من مماليكه وخاصته، قد عاد بهم من حصن كيفا ليكونوا له حاشية وبطانة!
الفصل الثامن عشر
Página desconocida