Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Géneros
وشرع الفرنجة يقيمون على البحر معبرا يجتاز عليه الجند، فخلاهم المصريون وما أرادوا، حتى إذا فرغوا منه أو كادوا، حفر المصريون خندقا مثل الهلال عند نهايته، فاندفع إليه ماء البحر وجرف قاعدته فانهار المعبر وحمله التيار!
وطفقوا يقيمون على الساحل أبراجا من الخشب الغليظ ليحرسوا مراكزهم ويرقبوا حركات عدوهم، فما كادوا يفرغون منها حتى انصبت عليها القذائف النارية من أفواه المجانيق،
1
فردتها أنقاضا ورمادا على رءوس من فيها من الحرس والجند، وشرعوا يقيمون غيرها، فلم يكن حظها خيرا من حظ سابقتها.
وقل الخشب في معسكر الصليبيين؛ حتى لم يبق عندهم إلا السفن يستلون ألواحها ليتخذوا منها وقودا أو يبنوا بها أبراج الدفاع، ولا تزال «النار الإغريقية» تنصب على معسكرهم من المجانيق التي نصبها المصريون على الساحل المقابل، فتلقي في قلوبهم الرعب وتوقع في صفوفهم الخلل، ولم يكن للفرنجة عهد بهذا السلاح الناري المبيد المهلك، فلا يكادون يرون تلك الكرات النارية الهائلة تتهاوى من السماء على رءوسهم شعلا وجمرات، حتى يأخذهم الفزع فيتفرقوا في كل وجه، قد ركب كل منهم قفا صاحبه!
ولم يزل الفدائيون يهبطون عليهم ساعة بعد ساعة في الليل أو في النهار، يتخطفونهم أحياء أو يتخطفون أرواحهم بالمدى والخناجر.
وألزمتهم المقادير مكانهم ذاك، يحيط بهم الماء من كل جانب، فليس لهم سبيل إلى الأمام ولا إلى الوراء.
ثم دلهم بعض الرواد ذات صباح على مخاضة
2
في البحر إلى المنصورة، فاجتازها الأمير أرتوا - شقيق الملك لويس - على رأس فرقة من الفرسان.
Página desconocida