Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Géneros
واستقبلته فرحة طيبة النفس قد أخذت زينتها وتجملت، وبذلت له ما تبذل كل أنثى لمن تحب، حتى ثاب إلى الأمان والطمأنينة، ثم قام إلى حمامه ليغتسل.
لقد جرح هذا الرجل منها كبرياء الملكة وغيرة الأنثى؛ فليكن انتقامها إذلالا لكبريائه ولرجولته في وقت معا، وكذلك كان تدبيرها؛ فقد وثب عليه غلمانها في الحمام فانهالوا على رأسه ضربا بالقباقيب وهم ينزعون أنثييه، ليموت حين يموت وقد تحطمت كبرياؤه وذلت رجولته!
وصاح الملك تحت العذاب: الغوث يا شجرة الدر! الغوث!
وأدركتها رقة الأنثى لحظة حين سمعته يهتف باسمها، فأشارت إلى غلمانها أن يكفوا. واستمع إليها جماعة، ولكن قائلا منهم ابتدرها: إن تركناه يا خوند
1
فلن يبقي علينا ولا عليك!
وعاد الغلمان يدقون رأسه بالقباقيب ويشدون أنثييه!
وأفلت الزمام من يدي شجرة الدر، فسترت عينيها باكية وهي تهمس في إشفاق ورحمة: أيبك!
ولكن أيبك لم يكن يسمع هتافها وقتئذ، فقد زهقت روحه قبل أن تصافح أذنيه كلمة الحنان تلفظها شفتاها، وقد عاش ما عاش من عمره على أمل كلمة حنان تلفظها شفتاها!
واستدارت الملكة الأرمل على عقبيها وقد سترت وجهها بكفيها وتتابعت على خديها الدموع.
Página desconocida