Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Géneros
وكان مما ساعد على ضعف الدولة الفاطمية، غزوات الصليبيين المتوالية على مصر والشام، فانتهز «صلاح الدين الأيوبي» هذه الفرصة ودخل مصر، وكسر شوكة الصليبيين، وقضى على الدولة الفاطمية، واستقل بحكم البلاد وأزال منها مذهب الفاطميين، وأعلن ولاءه للخليفة العباسي في بغداد؛ وكان ذلك في الثلث الأخير من القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). •••
وكان صلاح الدين قائدا من أعظم القواد ، وحاكما من أعدل الحكام؛ وأصل أبيه من بلاد الكرد، واسمه «أيوب بن شاذي»، فلما ملك صلاح الدين بن أيوب مصر، انتقل أبوه وأسرته إليها، وصار عرش البلاد وراثة لهم، يتوارثونه أيوبيا بعد أيوبي؛ ولذلك تسمى دولتهم «الدولة الأيوبية».
وفي عصر الدولة الأيوبية اتسع ملك مصر حتى شمل الحجاز واليمن إلى شواطئ المحيط الهندي، وامتد على بلاد الشام إلى أطراف العراق وحدود الموصل، ووصل إلى أواسط آسيا وحدود التركستان.
وظلت هذه البلاد تحت حكم الأيوبيين أكثر من ثمانين سنة، من عهد صلاح الدين إلى عصر شجرة الدر، ثم انتقل الحكم إلى المماليك الذين أنشأهم ورعاهم الملك الصالح نجم الدين أيوب.
وخلال هذه المدة التي حكم فيها الأيوبيون هذه البلاد، كان في كل بلد منها أمير أيوبي؛ ففي دمشق أمير، وفي حلب أمير، وفي اليمن أمير، إلى أمراء آخرين في كثير من البلاد، ولكن أكبر هؤلاء الأمراء وأعظمهم هو السلطان الذي يجلس على عرش قلعة الجبل في القاهرة.
4
وكان الذي يجلس على عرش القاهرة حين بدأت حوادث هذه القصة، هو الملك الكامل ناصر الدين ابن الملك العادل سيف الدين أخي صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة.
وكان أكبر بنيه هو الأمير نجم الدين أيوب - الذي سمي فيما بعد الملك الصالح - وكان في ذلك الوقت واليا من قبل أبيه الملك الكامل على حصن من حصون المشرق، اسمه «حصن كيفا»، وكان معروفا أن نجم الدين هو ولي عهد أبيه الكامل، وأن ملك مصر سيئول إليه بعد أن يتخلى أبوه عن العرش، وكان مما يقوي هذا الظن، أن نجم الدين كان ينوب عن أبيه في الحكم حين يضطر أبوه إلى الخروج من مصر للحرب أو لسبب آخر.
وكان لنجم الدين أخ أصغر منه، هو الأمير سيف الدين - الذي سمي فيما بعد الملك العادل - وكانت أمه أقرب إلى قلب الملك من أم الأمير نجم الدين، وكانت أم سيف الدين مصرية خالصة النسب، وكان أبوها من شيوخ الفقه المشهورين في مصر، واسمه الشيخ نصر الفقيه.
5
Página desconocida