وانتظر لحظة ثم قال: أتظنين أننا سنخوض هذه الحرب؟ - أنا ... أنا لا أدري.
وازدادت قربا من الباب، وقال بينه وبين نفسه: إنني أفزعها، فهي تظنني مثل ذلك الرجل الذي هاجمها في الردهة.
وقال بصوت عال: لا تخافي، إني ذاهب، يمكنك أن تغلقي الباب دوني إن شئت.
وقالت له: نعم يا سيدي.
وقالت فرانسي لنفسها بعد أن خرج: أظن أنه كان يريد أن يتحدث فحسب، ولكن ليس لدي ما أقول له.
وصعدت ماي ماكجريتي مرة ورأت فرانسي راكعة على ركبتيها ، تحاول أن تنزع بعض القاذورات من خلف مواسير المياه تحت البالوعة، فطلبت منها أن تنهض وتترك القاذورات مكانها، وقالت ماي: إن الله يحبك أيتها الطفلة، لا تقتلي نفسك في العمل، إن هذا المسكن سوف يبقى في مكانه، بعد أن نموت أنا وأنت ونمضي من هذا العالم.
وأخذت قالبا كبيرا من الهلام الوردي اللون من الثلاجة وشطرته نصفين، ووضعت قطعة في «صحن» آخر، وحلتها في سخاء بالقشدة المضروبة، وألقت بملعتقين على المائدة، ثم جلست وطلبت من فرانسي أن تفعل مثلها.
وكذبت فرانسي قائلة: أنا لست جائعة.
وقالت ماي: كلي على أي حال حتى يألفك الناس.
وكانت أول مرة تأكل فيها فرانسي الهلام والقشدة المضروبة، ووجدت طعمهما لذيذا جدا، حتى إنها أحجمت عن التهامهما بعد أن تذكرت آداب المائدة، وقالت لنفسها وهي تأكل: إن السيدة ماكجريتي امرأة طيبة، والسيد ماكجريتي رجل طيب أيضا، ولكني أظن أنهما ليسا فيما بينهما على علاقة طيبة.
Página desconocida