194

Un árbol crece en Brooklyn

شجرة تنمو في بروكلين

Géneros

آه! هل من جمال يا حبيبي

يفوق جمال يوم تشرق شمسه

بعد أن ولت العاصفة،

وتجلت السماء زرقاء صافية؟

وتفكرت فرانسي: إن لكل امرئ حياته الخاصة لا يبوح بها لأحد وإن أباها لم يتكلم أبدا عن محل الحلاق، ولكنه كان يأتي إلى هنا ثلاث مرات في الأسبوع ليحلق، ولقد اشترى جوني المتأنق وعاءه الخاص على غرار الرجال، الذين كانوا يعيشون في مستوى أرفع من مستواه، إنه لم يكن خليقا بأن يحلق بالرغوة التي توضع في الوعاء العام. حاشاه! وكان يغشى محل الحلاق ثلاث مرات في الأسبوع، حين يتيسر له المال ويجلس في كرسي من هذه الكراسي، وينظر في هذه المرآة ويتكلم مع الحلاق عن شيء ... ترى أكان حديثه عن فريق بروكلين، وهل أتيح له هذا العام فريق كرة جيد؟ أم كان يتحدث متسائلا عن الديمقراطيين وهل سيفوزون في الانتخابات كشأنهم، ولعله كان يغني حين يعزف الحلاق الآخر على الماندولين، أجل إنها لواثقة أنه كان يغني، فقد كان الغناء عنده أسهل من التنفس وأيسر، وتساءلت: أتراه كان يعمد، حين يضطر إلى الانتظار، إلى قراءة مجلة الشرطة وهو يجلس على ذلك المقعد.

وأعطاها الحلاق الوعاء النظيف الجاف، وقال: كان جوني نولان رفيقا لطيفا، قولي لأمك إنني - أنا حلاقه - قد قلت ذلك.

وهمست فرانسي في امتنان: أشكرك.

وخرجت وأغلقت الباب دون صوت الماندولين الحزين، وناولت الوعاء لكاتي حين عادت إلى العربة، لكن أمها قالت لها: إن هذا لك، وسيأخذ نيلي خاتم أبيه.

ونظرت فرانسي إلى اسم أبيها الذهبي، وهمست في امتنان للمرة الثانية في خمس دقائق: أشكرك.

وكان جوني قد عاش أربعة وثلاثين عاما، وسار منذ أقل من أسبوع في هذه الشوارع ، والآن أصبح الوعاء والخاتم وفوطتان غير مكويتين من فوط الندل بالبيت، هي الأشياء الملموسة الوحيدة التي بقيت لتشير إلى أن رجلا كان يعيش في يوم من الأيام، ولم تكن هناك أشياء أخرى مادية تحمل ذكرى جوني؛ لأنه دفن بالملابس التي كان يملكها جميعا، وبأزرار قميصه وزرار بنيقته الذهبي عيار أربعة عشر قيراطا.

Página desconocida