173

Un árbol crece en Brooklyn

شجرة تنمو في بروكلين

Géneros

ثم رحل الرجل إلى عمله في دار المجلات، التي تنشر القصص البوليسية والجنسية.

وانطلقت سيسي مسرعة إلى بيت لوسيا، ووجدت أن الطفل ولد بعد خروج الأب بساعة تماما، وكان الطفل بنتا جميلة وافرة الصحة، وشعرت سيسي بسعادة كبيرة، وطلبت من لوسيا أن ترضع الطفلة عشرة أيام لتمنحها الدفعة الأولى في الحياة، ثم تأخذها هي إلى بيتها، وخرجت سيسي واشترت دجاجة للشي وفطيرة خبزت في الفرن، وطهت الأم الدجاجة على الطريقة الإيطالية، واشترت سيسي على الحساب زجاجة من نبيذ كيانتي من البقال الإيطالي الذي يوجد محله بمنطقتهم السكنية، وتناول الجميع غداء طيبا، وبدا البيت كأنه في يوم عيد، وأحس الجميع بالسعادة وأوشك بطن لوسيا أن يعود إلى الاستواء مرة أخرى، وانمحى كل أثر ينم عن عارها، وعاد كل شيء إلى ما كان عليه، أو هو خليق بأن يكون كذلك حين تمضي سيسي بالطفلة.

وأخذت سيسي تغسل الطفلة كل ساعة، وتغير قميصها وقماطها ثلاث مرات في اليوم، وتغير الكافولة مرة كل خمس دقائق، سواء اقتضى الأمر ذلك أم لا، وأعانت لوسيا على الاغتسال وجعلتها نظيفة حلوة، وأخذت تمشط شعرها مرة واثنتين وثلاث مرات، حتى أصبح يبرق كقماش الساتان اللامع، ولو كان في وسعها أن تفعل من أجل لوسيا والطفلة أكثر من ذلك لفعلت، وكان عليها أن تنتزع نفسها بالقوة حين يحين موعد رجوع الأب إلى البيت.

وعاد الأب إلى البيت، ودخل الحجرة المظلمة ليعطي لوسيا راتبها اليومي الصغير من الطعام، وأضاء المصباح فرأى لوسيا تتألق نضارة وبجانبها طفلة ربلة وافرة الصحة تنام راضية في هدوء، وأذهلته الدهشة، أيحدث ذلك كله وهي تعيش على الخبز والماء! ودب الخوف في أوصاله، لقد كانت معجزة! لا شك أن العذراء مريم قد شفعت للأم الصغيرة، وعرف عنها مثل هذه المعجزات في إيطاليا، إنه قد يجازى على معاملته الوحشية لابنته التي من لحمه ودمه ، وأحضر لها بعد أن تاب وندم طبقا مليئا بطعام المكرونة الإسباجيتي، لكن لوسيا رفضته قائلة إنها تعودت الخبز والماء، وانحازت الأم إلى صف لوسيا، وبينت أن الخبز والماء قد أخرجا ذلك الطفل المثالي، وأخذ الأب يصدق شيئا فشيئا أن معجزة قد نزلت بهم، وحاول مذعورا أن يتلطف مع لوسيا، ولكن أفراد الأسرة أرادوا أن يعاقبوه، فلم يسمحوا له أن يظهر أية شفقة على ابنته.

وكانت سيسي راقدة في سريرها في هدوء، حين عاد جون إلى البيت ذلك المساء، فسأل مازحا: هل ولدت ذلك الطفل اليوم؟

وقالت في صوت ضعيف: نعم. - أوه! وبعد! - لقد ولدته بعد ساعة من رحيلك هذا الصباح. - لم يحدث ذلك! - إني لأقسم!

ونظر حوله في الحجرة: أين هو إذن؟ - في المحضنة في كوني أيلاند. - في ماذا؟ - لقد ولد لسبعة أشهر كما تعلم، وهو لا يزن إلا ثلاثة أرطال؛ ولذلك لم أظهره. - إنك تكذبين! - سوف آخذك إلى كوني أيلاند بمجرد أن أسترد قوتي حيث الجهاز الزجاجي. - ماذا تحاولين أن تفعلي؟ أتدفعينني إلى الجنون؟ - سوف أحضر الطفل إلى البيت بعد عشرة أيام بمجرد أن تنمو أظافره.

قالت ذلك على البديهة. - ماذا دهاك يا سيسي؟ أنت تعلمين جيدا أنك لم تلدي طفلا هذا الصباح. - لقد ولدت طفلا وزنه ثلاثة أرطال، وأخذوه إلى المحضنة حتى لا يموت، وسوف أسترده بعد عشرة أيام.

وصرخ قائلا: إني لأسلم! إني لأسلم!

وخرج من البيت وذهب يشرب الخمر حتى ثمل.

Página desconocida