Un árbol crece en Brooklyn

Nawal Saadawi d. 1442 AH
146

Un árbol crece en Brooklyn

شجرة تنمو في بروكلين

Géneros

وطافت صورة جوانا والطفل بعقل فرانسي كالبرق، وقالت الأم: لا تدعي الصبيان يقبلوك. - هل تنجبين طفلا على ذلك النحو؟ - لا، ولكن إنجاب الطفل كثيرا ما يبدأ بقبلة.

وأضافت: تذكري جوانا.

ولم تكن كاتي قد علمت شيئا عن مشهد الشارع، وتصادف أن قفزت صورة جوانا إلى مخيلتها، ولكن فرانسي شعرت أن أمها قد وهبت بصيرة قوية تدعو إلى الدهشة، ونظرت إلى أمها نظرة جديدة من الاحترام والتقدير.

تذكري جوانا ... تذكري جوانا، لم تستطع فرانسي أن تنساها أبدا، ومن ذلك اليوم كانت كلما تذكرت النساء اللائي قذفنها بالحجارة تكره النساء، وتخاف منهن من أجل أساليبهن المنحرفة الضالة، ولا تثق بغرائزهن، وبدأت تكرههن من أجل خيانة بعضهن بعضا، وقسوة بعضهن على بعض، ولم تجرؤ واحدة من النساء كلهن اللائي قذفن جوانا بالحجارة، أن تفوه بكلمة في صف الفتاة خشية أن يتلطخن بعارها، وكان الرجل المار بالطريق هو الإنسان الوحيد الذي كلمها بصوت عطوف.

وهناك شيء واحد يجمع بين معظم النساء، ذلك هو الألم العظيم الذي يقاسينه حين يلدن أطفالهن، وهذا خليق بأن يوجد رابطة تربط بينهن جميعا، أجل، إنه خليق بأن يحملهن على حب بعضهن البعض، وحماية بعضهن البعض ضد عالم الرجل، ولكن الأمر لم يكن كذلك، بل كان يبدو أن آلام الولادة العظيمة تجفف قلوبهن وأرواحهن، فلا يتحدن معا إلا لامتهان امرأة أخرى ... سواء برميها بالحجارة أو بالنيل منها بثرثرتهن، وهذا فيما يظهر هو الولاء الوحيد الذي يشعرن به.

أما الرجال فكانوا يختلفون عن النساء، وربما يكره بعضهم بعضا، ولكنهم يتحدون معا ضد العالم وضد أي امرأة توقع أحدهم في حبائلها.

وفتحت فرانسي المفكرة التي اعتادت أن تسجل فيها يومياتها، وتركت سطرا تحت الفقرة التي كتبتها عن عدم التسامح، وكتبت: «لن أتخذ من النساء صديقة لي ما حييت، ولن أمنح ثقتي أبدا لامرأة أخرى، وقد أستثني من ذلك أمي وخالتي إيفي وسيسي في بعض الأحيان.»

31

ووقع حادثان عظيما الأهمية في السنة التي بلغت فيها فرانسي الثالثة عشرة من عمرها، فقد اشتعلت نار الحرب في أوروبا، ووقع جواد في غرام الخالة إيفي.

وكان زواج إيفي والجواد درامر عدوين لدودين منذ ثماني سنوات، وكان رجلا وضيعا في معاملته للجواد، يرفسه ويلطمه ويسبه ويجذب قرطمته

Página desconocida