80

Luna de miel

شهر العسل

Géneros

فقالت الطبيبة: نحن نؤدي واجبنا الإنساني. - ولا تميزون الصديق من العدو. - ما أظرفك يا عماه. - وأنتم المسئولون عما يحل بالإنسان من ضرر بالغ. - سامحك الله يا عماه. - فليسامحك أنت.

وسأله الصديق: ماذا تعني يا عمنا؟ - لا غموض في كلامي. - لعله يحتاج إلى شيء من التبسيط. - يتعذر التبسيط على من هو في مثل عمري. - إن عطفك يا عماه يركبك الصعب. - إنك فتى مشاغب.

أحنت الطبيبة رأسها تحية، ثم رجعت إلى الحجرة فأغلقت الباب، وهتف الزوج: يا لها من ليلة ليلاء!

فقال صديقه: عما قليل يطلع الفجر.

عاد العجوز إلى مقعده وهو يقول: ما باليد حيلة.

وأسند رأسه إلى ظهر الفوتيل، وأغمض عينيه مستوهبا الراحة أو النوم.

وارتفع الصراخ من وراء الباب مرات متتابعات، ثم سكت. تابعه الزوج باهتمام، ولكن الباب المغلق تبدى صلبا عنيدا أصم محدقا في لاشيء بنظرة باردة مترفعة. واضح أنه لم يجد جديد وأن الكفاح غير المنظور يضطرم بلا هوادة. وفتح الباب عن زاوية ضيقة، وتسللت منه فتاة في العشرين ترفل في فستان أبيض، أشرقت بوجه بدا - رغم الإنهاك - كالقمر الساطع. حيت الجالسين، ولكن العجوز لم يبد حراكا وظل مغمض العينين، وقالت للزوج: إنها تريدك.

قام الرجل فمضى إلى الداخل وأغلق الباب. ذهبت الجميلة إلى كنبة في الجانب المقابل لمجلس الرجال ثم جلست. لم يحول الصديق عينيه عنها مذ طلعت عليه من الحجرة. التقت عيناهما مرة ثم غضت البصر في إعياء. قال: لعلك في حاجة إلى شراب منعش.

فأجابت: إني في حاجة إلى شيء من الراحة. - شققت على نفسك بالبقاء في الداخل إلى جانب شقيقتك. - إنها معاناة مروعة ...

وقام، ربما متشجعا بنوم العجوز، فجلس إلى جانبها وهو يقول: قلبي معك طيلة الوقت! - الله معها. - من أجلك جئت في هذه الساعة من الليل. - ظننتك جئت من أجل صديقك. - كان من الممكن أن أزوره صباحا؛ ولكن من أجلك أنت ... - ماذا تريد؟ - إنك مرهقة الأعصاب؟ - ربما. - كلانا مرهق الأعصاب! - أنت أيضا؟ - شاركت صديقي آلامه، يضاف إلى ذلك تفكيري الدائم فيك! - شكرا.

Página desconocida