فهتفت المعلمة: في ليلة الموسم! .. يا له من حظ أسود من الليل!
وقال الشاب بعناد: إنها حية!
فصاحت المعلمة في وجهه: ألا تفهم يا طلعة الشؤم! - ولكن كيف؟ - إنك تخاطبني كما لو كنت قابضة الأرواح.
ثم التفتت إلى التابع وسألته: هل تعاطت شيئا؟ - كلا. - هو قلبها إذن؟ - أعتقد ذلك. - لو لم يكن بسبب تعاطي شيء فسنقع في «س» و«ج». - كلا، ولكن ما العمل الآن؟
فقالت المعلمة: فلنحملها إلى حجرتها أولا.
وتعاون الثلاثة على حملها ومضوا بها إلى البيت.
وتساءلت امرأة: ما لها يا معلمة؟
فأجابت المرأة بلا تردد: مسطولة!
ودخل الموكب البيت بين ضحكات تتجاوب على الجانبين. وما لبث الأصيل أن ولى تماما ومضى الظلام يهبط ماحيا كل شيء. أشعلت الأنوار. بدأ الرواد يحضرون فرادى وجماعات. عزفت الجوقة ودبت في الأركان حياة صاخبة معربدة. ورجعت المعلمة وتابعها والشاب فجلسوا حول الخوان المعدني في وجوم بادئ الأمر؛ ولكن المعلمة سرعان ما قالت: ابسطوا وجوهكم كما يجدر بأناس يستقبلون موسما.
ثم بنبرة متشددة منذرة: لا يجوز بحال أن يفطن أحد إلى سر الحجرة المغلقة .. وإذا سأل سائل عنها فهي مشغولة بزبون!
Página desconocida