Mujeres Famosas en el Mundo Islámico
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Géneros
ما أمر به وأظهر دعوة الحق، فكثر أنصاره واشتد حنق المشركين من قريش عليه، فأجمعوا الشر له وعرض عمه أبو طالب للشر دونه، فلما رأت قريش ذلك، اجتمع أشرافهم ومشوا إلى أبي طالب وقالوا له: إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فتكفيه، فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا، ومضى رسول الله على ما هو عليه فشرى الأمر بينهم وبينه حتى تولدت إحن وضغائن، ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى وأعذروا إليه في أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - واشتد قولهم في ذلك فعظم على أبي طالب فراق قومه ولم يطب نفسا بخذلانه النبي
صلى الله عليه وسلم ، ثم كلم الرسول فظن
صلى الله عليه وسلم
أنه قد بدا لعمه تركه، والعجز عن نصرته، فقال: يا عم، والله، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته.
ثم استعبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
باكيا، وكان أبو طالب يحب ابن أخيه حبا جما ولم يكن قد أسلم بعد، فما كاد يراه حزينا حتى قام إليه ولحق به يقول: يا ابن أخي قل ما أحببت فوالله، لا أسلمك لشيء أبدا وأنا على قيد الحياة.
أما أمنا خديجة الكبرى فقد ضحت في سبيل الدعوة كل مال ونفوذ فتؤازره وتثبت قلبه وتقوي حالته المعنوية لتنسيه ما يلحقه من أذى المشركين.
كانت إذ ذاك في الخامسة والستين من سني حياتها، وكانت أكبر مسلمات مكة شأنا وأعلاهن نفوذا، كانت منبع الأمل الفياض تسكب معاني النشاط والعزيمة في روح بعلها المبارك، ولكن قد آن لهذا المنبع الطاهر أن ينقطع عن فيضه الغزير شيئا فشيئا حتى كان في أواخر تلك السنين العشر الشداد من البعثة على سرير الاحتضار شخص عزيز جدا، ترفرف روحه حائمة في هذا المحيط الصغير إلى أن كان جاذب من أمر الله وسنته قضى بطيرانها إليه وأمر الله أعلى وإليه المصير.
هذه الروح هي روح السيدة خديجة، تلك التي كان لانتقالها إلى جوار ربها وقع الصواعق في الدار النبوي، تلك التي ماتت وتركت رسول الله في حزن ووحشة. •••
Página desconocida