Mujeres Famosas en el Mundo Islámico
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Géneros
لقد تسنمت اليابان غارب المدنية وارتقت ذروة المجد والفلاح؛ لأنها تملك مثل هذه النفوس المهذبة والشخصية الكاملة، وبمثل هذه النار المقدسة المشتعلة في نفس المرأة اليابانية على الدوام غرسوا بذور محبة الوطن والإمبراطور في قلوب الأولاد والأحفاد جيلا بعد جيل.
الوطنية شعور عام يسود اليوم قلب كل ياباني.
البطولة والتضحية من المعاني الممتزجة بدم الياباني ولحمه، إنهما جزءان لا يتجزءان من كيانه.
هذه هي المرأة اليابانية.
وعلى هذا المنوال نسجت أمهاتنا أمثال الخنساء في تشجيع أولادهن للحروب وتزكية نيران الحماسة في قلوبهم، وبمثل هذه الروح العالية كانت الواحدة منهن تنادي في أولادها وتصيح: «حافظ على لوائك يا بني وحذار من أن يقع في يد عدوك، إنما اللواء شرفك ووطنك ودينك، فإذا أصابته نقطة من الغبار قل شأنك وشرفك، وإذا نالته خدشة أو خمشة صغيرة في جانب من جوانبه صغر قدر نفسك، إنه كيانك وكتاب مجدك ورمز أمانيك، لج غمرات الحرب وانظر دوما إلى الأمام، واعلم أن الجبن عصيان للوطن، فلا ترض لنفسك أهون الحالين، بل اسع في أن تكون إما غازيا أو شهيدا.»
وعندما كانت نساؤنا تدفع أحفادها وفلذات أكبادها إلى غمرات الحروب بأمثال هذه الحماسات، كنا نقفز على الدوام نحو الرقي والفلاح، لقد ارتفعت إذ ذاك رءوسنا وأشهدنا العالم مجدنا وكياننا، وبرهنا لهم أننا نستحق الحياة بجدارة واستحقاق.
ولقد جرت الأيام ذيول العفاء على تلك الأزمان المجيدة والأيام العزيزة، وتطاولت الأحقاب والأجيال على وقت كنا نقدر فيه ذواتنا، ولقد نسينا شخصيتنا وامحت القومية من صدورنا، أو منذ ذلك اليوم صرنا مهجورين مدحورين، ثم قمنا نقلد غيرنا ونحاكي سوانا، فما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وعندما عدنا القهقرى أصبحنا نشك في شخصيتنا لأننا فقدناها، ومثلنا اليوم في أوقيانوس المدنية وخضم العمران مثل سفينة فقدت دفتها تشق عباب البحر بلا غاية ولا أمل، فطورا إلى اليسار وطورا إلى اليمين، إلى حيث يخيل إليها أنه شاطئ السلامة والنجاة.
ولكن لا شيء يستعصي في الحياة أمام العزيمة والثبات، علينا ألا نيأس وأن نحيا بالأمل وأن نعتقد بأن حسن الطالع سيكون يوما معنا، وأن نعمل منذ اليوم بما أوتينا من جهد وجلد وقوة على اكتساب ثقة الأيام وانتهاز فرص الزمان، علينا أن نكرر من حين لآخر كلمات الخنساء الذهبية لأولادها وهم ذاهبون إلى المعركة، ولنخلص في القول حتى نعمل على وقاية اسمنا وشرفنا والمحافظة على لوائنا، لتكن أجسادنا ذرات منفصلة من وطننا، ولتكن قلوبنا قلعة منيعة محصنة بأسوار الإيمان، أما لواؤنا الأخضر ذو الهلال والنجوم الثلاث فليخفق على الدوام فوق برج هذا الحصن المنيع بالنسمات التي تحركها أبواق الظفر.
أميرة المؤمنين زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر
المنصور
Página desconocida