Fragancia exuberante de las ciencias de Ibn al-Salah

Ibn Musa Abnasi d. 802 AH
119

Fragancia exuberante de las ciencias de Ibn al-Salah

الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح

Investigador

صلاح فتحي هلل

Editorial

مكتبة الرشد

Número de edición

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ ١٩٩٨م

نهى عن بيع الولاء وهبته تفرد به عبد الله بن دينار". وحديث مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر تفرد به مالك عن الزهري. فكل هذه مخرجة في الصحيحين مع أنه ليس لها إلا إسناد واحد تفرد به ثقة وفي غرائب الصحيح أشباه لذلك غير قليلة. وقد قال: مسلم للزهري نحو تسعين حرفا يرويه عن النبي صلي الله عليه وسلم لا يشاركه فيه١ أحد بأسانيد جياد٢. فهذا الذي ذكرناه وغيره من مذاهب أئمة الحديث يبين لك أنه ليس الأمر في ذلك على الإطلاق الذي أتى به الخليلي والحاكم بل الأمر في ذلك على تفصيل نبينه فنقول: إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو اولى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذا مردودا وإن لم يكن فيه مخالفة لما رواه غيره وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره فينظر في هذا الراوي المنفرد فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد فيه كما سبق٣ وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه واتقانه لذلك الذي انفرد به كان انفراده به خارما له مزحزحا له عن حيز الصحيح. ثم هو مع٤ ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده استحسنا حديثه ذلك ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به وكان من قبيل الشاذ المنكر. فخرج من ذلك أن الشاذ المردود قسمان:

١ هكذا في خط و"صحيح"، وفي ش وع: "فيها". ٢ راجع: صحيح مسلم "١٦٤٧". ٣ هكذا في خط، وفي ش وع: "كما سبق من الأمثلة". ٤ في ش وع: "بعد".

1 / 181