سلطان الفقهاء والمحدثين وامام الأئمة المهتدين وناشر احاديث (ورق 36 ب) سيد المرسلين ورحلة طلاب الآفاق وقدوة اهل الحديث على الأطلاق لم ار احدا بحسن سمته وحسن خلقه وكمال عقله ووفور اشفاقه ورحمته على خلقه كان واحدا مشارا اليه فى الفقه والحديث وغيرهما يسلك طريق السلف ويجانب التكلف والصلف هشاشا بشاشا وساما بساما تأدب اولا بشيخ الشيوخ امين الدين الكازروني «1» وكان من عصبته «2» ينتهى نسبهما الى الشيخ ابى على الدقاق «3»، ثم دخل شيراز فسافر الى الحجاز احرم من الكوفة حاسرا حافيا فحج بيت الله ماشيا تعظيما لحرمتها وولى الأمور العظيمة فتفصى عن عهدتها وسافر «1» بلدانا كثيرة وحصل الأسانيد العالية واستجاز من مشايخ الأمصار فراسلوه واجازوه من كل الديار* منهم الشيخان الأمامان ركن الدين منصور راست گو «2» وظهير الدين اسمعيل «3» ابنا «4» الشيخ صدر الدين ابى المعالي مظفر «5» حدث منهما في مصنفاته «6»، ثم اقام وحدث واسمع (ورق 37) وكتب وروى وافاد وصنف في الدين كتبا معتبرة منها كتاب مطالع الانوار فى شرح مشارق الانوار، وكتاب شفاء الصدور، وكتاب المحمدين، وكتاب المسلسلات، وكتاب مولود النبى صلى الله عليه وسلم، وكتاب روضة الرائض فى علم الفرائض، وكتاب جامع المناسك، وشرع فى شرح ينابيع الاحكام فلم يقدر له الاختتام ولم يتيسر له الأتمام اذ اتاه الحمام، [وكان] يدرس فى رباط الشيخ الكبير مدة سنين ببيان شاف وكلام واف، لم ينهر في وجه سائل ولم يضن بأعطاء كتاب على طالب، وكان ديدنه البر والتقوى وشنشنته التمسك بالعروة الوثقى معظما لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم محرضا على اكرام اهل الفضل يحث سائر المحصلة الطلاب على مراعاة الآداب وملازمة الورع وقلة الطمع وحفظ اللسان عما يؤدى الى عيب انسان يجتمع لديه عند اسماع المولود عدة آلاف من الصالحين وكان حضار درسه فى كل يوم اكثر من سبعين (ورق 37 ب)، ومهما اسمع البخارى عن سدته الشريفة يحضر المئون ممن يكتبون سوى من يستمعون او يسمعون. توفى فى جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ودفن في صحن رباطه الذى بناه بباب الشيخ الكبير رحمة الله عليهم «1»، ومما انشدناه لنفسه:
الى الله اشكو ثم اشكو شكايتى ... الى الله من فقدان علم الرواية
وابكى علي الأسلام والدين والتقى ... والطم وجهي من غلو «2» الغواية
12 - الشيخ ابو شجاع الحسين بن منصور
كان من كبار المشايخ في عهد الشيخ الكبير قد سبق الأقران كلهم فى الزهد والمعارف توفى سنة احدى وخمسين وثلثمائة ودفن في مزاره المعروف عند مسجد الجنازة حذاء مقبرة الشيخ الكبير رحمة الله عليهم «3»
13 - الشيخ منصور بن ابى على «4»
كان من الفقراء الصبر العاملين في الله تاركا للدنيا ولذاتها حاذرا عن غوائلها وآفاتها يجالس الشيخ الكبير واضرابه وابا شجاع «5» واصحابه وكانوا يستأنسون بحضوره الشريف، توفى سنة اربع وخمسين وثلثمائة ودفن (ورق 38) خلف الشيخ ابي شجاع «5» وقبره متصل بقبره رحمة الله عليهم «6».
Página 64