امام زمانه ومفتى اوانه عاش سبعا «4» وسبعين «5» سنة وافتى الناس ستين سنة سافر «6» العراق والحجاز والشام واحكم العلوم بمدينة السلام وله مشيخة عالية و اسانيد معتبرة وصحب الشيخ جمال الدين ابا الفرج بن الجوزى «1» والشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة «2» وقرأ وسمع الكتب السبعة «3» لديه وقرأ الجمع بين الصحيحين للحميدى «4» بأسره «5» (ورق 34 ب) عليه ولبس الخرقة من يده ولازمه «6» مدة ثم رجع الى شيراز وجاور في رباط الشيخ الكبير قريب خمسين سنة واقيمت الجمعة فيها بالتماسه ورغبت المشايخ والصوفية باستيناسه ما تكلم قط بهجر وما عامل احدا بزجر ومتى نقل اليه ان احدا يغتابه استغفر له عقيب الصلوات الخمس، ومن جملة تلامذته بشيراز للشيخ العالم العارف صدر الدين ابو المعالي المظفر «7» بن محمد العمرى، والشيخ العابد الفقيه صائن الدين الحسين «8» بن محمد بن سلمان، والأستاذ المتبحر مولانا نور الدين عبد القادر الحكيم «1»، والأمير اصيل الدين عبد الله العلوى «2» وغيرهم،* وروى عن الشيخ جلال الدين مسعود «3» بن المظفر قال رأيت فى منامي كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في سوق باب الخلج فقلت فداك ابي وامي يا رسول الله اين تريد قال اريد عيادة ابي ذر فتبعته صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا دار الشيخ معين الدين فاذا هو مريض فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم (ورق 35) وعاده ودعا له فقام الشيخ ووضع له طبقا من تمر كان على رف الحجرة فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرتين او ثلاثا ووضع النوى على حاشية الطبق فانتبهت فلما صليت الصبح استخبرت عن حال الشيخ فقيل كان مريضا فمشيت اليه فاذا الشيخ فى تلك الدار التي «4» اريت في المنام بعينها واذا الطبق موضوع على ذاك الرف فاخبرته عن كيفية المنام فبكى الشيخ ثم وضع الطبق بين يدى فأذا التمر كما رأيت وعلى حاشية الطبق نواتان او ثلاث نويات فأكلت من ذاك ورجعت، وكان يقول عند موته ارى الدنيا واقفة من خلف هذا الباب تهابنى ان تدخل على فاذا مت دخلت على اولادى ففتنتهم فكان كذلك «5»، توفى فى ذى الحجة من سنة احدى وخمسين وستمائة ودفن في زاويته المتخذة بجنب رباط الشيخ الكبير رحمة الله عليهم اجمعين، ومما وجدت بخطه الشريف قد نقله عن خط الحميدى كتبه على ظهر نسخته «6» التي وقفها بمدينة السلام (ورق 35 ب):
Página 59