وأخرج البخاري عن ابن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن ، وسقفه الجريد(1) ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد ، وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة(2) ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج(3) .
وقال الآقفهسي في تاريخ المدينة : قيل : كان عرض الجدار في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنة ، ثم إن المسلمين لما كثروا بنوه لبنة ونصفا ، ثم قالوا : يا رسول الله ؛ لو أمرت لزدنا ، فقال : نعم ، فزادوا فيه ، وبنوا جداره لبنتين مختلفتين ، ولم يكن له سطح ، فشكوا الحر ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقيم له سواري من جذوع [ النخل ](4) ، ثم طرحت عليه العوارض ، وحصر الإذخر ، فأصابتهم الأمطار ، فجعل يكف عليهم ، فقالوا : يا رسول الله ؛ لو أمرت بالمسجد فطين ، فقال : عرش كعرش موسى ، والأمر أعجل من ذلك(5) .
Página 27