وفي وإلا فيم نوح الحمائم؟
يا غلام: اذهب فأحضره، ولو كان بين براثن الأسد.
وبينما هو في انتظاره إذ أقبل صاعد خادم المعتضد مسرعا حتى إذا بلغ المعتمد قال: يا سيدي، إن مولاي يدعوك إليه لأمر لا أعلمه. فبدا الخوف في وجه المعتمد، وتمتم لأصدقائه بكلمات يعتذر فيها عن مغادرتهم.
كان المعتضد في مساء ذلك اليوم منفردا في الحجرة التي خصصها بتدبير شئون ملكه، وإذ الباب يقرع خفيفا، وإذا الجارية «فلورا» تدخل في اضطراب ورعب.
فيعالجها المعتضد صائحا: ما وراءك؟؟
فتتلعثم قائلة: يا مولاي قد طلبت إلي أن أرصد أحوال سيدي المعتمد، وقد تسللت اليوم إلى غرفة نومه، فرأيت فيها هذه الأوراق التي لا أدري ما فيها، فقلت: لعل لمولاي فيها رأيا. فاختطفها منها المعتضد وقرأ، فإذا غزل رائع لابنه المعتمد. فيه:
داوى ثلاثته بلطف ثلاثة
فغدا بذاك رقيبه لم يشعر
أسراره بتستر، وأواره
بتبصر، وخباله بتوقر
Página desconocida