20

Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Editorial

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٥ هـ

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

بعد أن جرى لسانه بمقال أهل الإفك، ثم نزل قوله تعالى: ﴿وَلَا يَاتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور:٢٢]، لم يزد عل أن قال: بلى والله! ثم أعاد النَّفقة إلى مسطح. حين تتأمل هذا الموقف، فإنَّك ستجد لقوله هذا موقعًا عظيمًا. • وقال الصِّدِّيق ﵁ عن آل بيت رسول الله (١): «يا أيُّها النَّاس، ارقبوا محمَّدًا ﷺ في أهل بيته». وفي الصحيحين عنه ﵁ أنَّه قال: والله لقرابة رسول الله ﷺ أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي! (٢). هذه كلماتٌ كان يعظ بها الناس، ويذكِّرهم على المنبر، وفي مناسباتٍ متنوِّعةٍ، ليبيِّن منزلة آل بيته ﷺ في نفسه، وأقسم ﵁ وهو الصادق أنَّ صلته لقرابة النبيِّ ﷺ أحبُّ إليه من أن يصل قرابته، فأين من يطعن فيه ويتَّهمه بعداوته لآل البيت الأطهار الكرام؟! • وقال ﵁ (٣): «أطوع الناس لله أشدُّهم بغضًا لمعصيته». وهذا معنى دقيقٌ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس قد يفعل جملة من

(١) مصنَّف ابن أبي شيبة (٦/ ٣٧٤). (٢) البخاري ح (٣٨١٠)، مسلم ح (١٧٥٩). (٣) جمهرة خطب العرب (١/ ٤٤٦).

1 / 25