رفع الله عمر بالإسلام
وهاهي الأيام تمر، والأشهر تجري وراءها، وتسحب معها السنين، ويقف راعي الغنم عمر بن الخطاب ﵁ في مسجد رسول الله ﷺ باسطًا يمينه المباركة، ليأخذ البيعة ليكون خليفة لرسول الله ﷺ بعد أبي بكر ﵁.
بخٍ بخٍ يا عمر! لقد كنت في الجاهلية تدعى عميرًا، ثم دعيت: يا عمر! وهاأنت اليوم تبسط يمينك لتدعى بعد الساعة: يا أمير المؤمنين، بخ بخ يا عمر! ويقف عمر بن الخطاب ﵁ ليستهل عهد خلافته المبارك بهذه الخطبة الجامعة المانعة فيقول -وأعيروني القلوب والأسماع، فلو لم أتوقف في هذا اللقاء إلا مع هذه الكلمات لكفانا بها زادًا-.