Series of Lanterns of Guidance

Muhammad Hassan d. Unknown
67

Series of Lanterns of Guidance

سلسلة مصابيح الهدى

Géneros

أبو بكر أعلم الناس أيها الأحباب! هذا هو تاريخنا، وهؤلاء هم أجدادنا وأبطالنا، هذا هو أبو بكر ﵁، ذلكم الرجل الذي وقف موقفًا عجيبًا رهيبًا يوم أن قام النبي ﷺ على المنبر في مرضه الأخير قبل الموت وقال -كما ورد في حديث أبي سعيد الذي رواه البخاري ومسلم -: (أيها الناس! إن عبدًا من عباد الله خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله، فبكى الصديق ﵁، وقال: فديناك بآبائنا يا رسول الله! فديناك بأمهاتنا يا رسول الله! فديناك بأنفسنا يا رسول الله!)، فضج الناس في المسجد عجبًا لهذا الشيخ، الرسول ﷺ يخبر عن عبد خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله فما الذي يقوله ويفعله أبو بكر ﵁؟! ولكن الصديق علم أن العبد المخير هو رسول الله ﷺ، ففداه بنفسه وأبيه وأمه، فداه بماله وبكل شيء. يقول أبو سعيد: فكان أبو بكر أعلمنا برسول الله ﷺ. وفي يوم الإثنين كشف ﵊ الستر من حجرة عائشة ﵂ ونظر إلى المسجد فرآهم وهم يصلون وراء إمامهم الصديق ﵁، وكاد الناس أن يفتنون في الصلاة، وسمع الصديق صوتًا وجلبة -وكان لا يلتفت في الصلاة أبدًا- فعلم أن هذا الصوت لا يكون إلا لخروج النبي ﷺ، فكاد الصديق أن يخلي مكان إمام الأئمة، ولكن الرسول ﷺ أشار إليهم أن اثبتوا، ودخل الحبيب إلى غرفة عائشة وكان ملك الموت في انتظاره، فإن الأجل قد حان، والعمر انتهى كما حدده الله جل وعلا.

6 / 6