وفاة خالد بن الوليد
وهكذا أيها الأحباب: ينام سيف الله المسلول على فراش الموت بعد كل هذه المعارك والمشاهد والمواقع والغزوات، ينام على فراش موته في بيته وداره، وتنسكب الدموع غزيرةً على وجنتيه وهو يتلوى ويتألم بعد كل هذه المواقع والغزوات يا خالد تنام على فراش موتك في دارك وفي بيتك، فيبكي خالد بن الوليد ﵁ ويقول: [لقد شهدت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء] .
إيهٍ يا بطل، إيهٍ يا بطل الأبطال، إيه يا فجر كل ليل، هأنت ذا قد أتممت مسراك، هأنت ذا قد أتممت كفاحك، هأنت ذا قد أتممت روعتك، هأنت ذا قد أتممت جهادك، فلذكراك المجد يا أبا سليمان، ولسيرتك الخلد يا خالد، ودعنا نردد مع فاروق الأمة عمر الذي نعاك ودموعه تنسكب على وجنتيه غزيرة، نعاك بهذه الكلمات الطيبات الباهرات وهو يقول: [رحم الله أبا سليمان ما عند الله خيرٌ له مما كان فيه، لقد عاش حميدًا، ولقي الله سعيدًا] رضي الله عن خالد، وصلى الله وسلم وبارك على أستاذه ومعلمه.
وأدعو الله جل وعلا أن يجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته، وأن يقيض لأمة التوحيد قائدًا ربانيًا يقيمها بكتاب الله وبدين رسول الله ﷺ، ويقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو على كل شيء قدير.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تدع لأحدنا ذنبًا إلا غفرته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا دينًا إلا أديته، ولا همًا إلا فرجته، ولا ميتًا إلا رحمته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين.
2 / 16