Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Editorial
دار الهجرة
Géneros
وهكذا كان رأي الكنيسة وهي تواجه انتقادات " أبيلارد " في القرن الثاني عشر الميلادي الذي أدان رأي أبيلارد وقرر إحراق كتابه وأن يضعه بيده في النار (١) ولا يزال هذا هو رأي الكنيسة وإلا فماذا في إمكانها أن تقول غير ذلك؟
حتى الكنائس الشرقية تذهب إلى هذا الرأي، فالقس باسيلوس يقول: "إن هذا التعليم عن التلثيث فوق إدراكنا، ولكن عدم إدراكه لا يبطله".
وزميله توفيق جيد يقول: "إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس تعتبر أعماقًا إلهية وأسرارًا سماوية لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها أو تحليلها أو أن نلصق بها أفكارًا من عندياتنا" (٢).
من هذه الإجابات يتضح أن الكنيسة لم تضع حلًا للمشكلة إلا المشكلة نفسها، فالعقل يسأل الكنيسة عن سر التثليث فتجيب بأن هذا سر ويا ليت أنه كان السر الوحيد، ولقائل أن يقول: إن الأديان بما فيها الإسلام لا تخلو من مغيبات أو حقائق لا يستطيع العقل إدراكها، ولكن يدفع هذا القول أن هناك فرقًا بين ما يحكُم العقل باستحالته كالتثليث وبين ما لا يستطيع العقل إدراكه، والإسلام وإن كان فيه الأخير، فإنه يخلو تمامًا من الأول، فليس فيه ما يحكم العقل باستحالته أبدًا (٣).
إن الكنيسة بتبنيها لعقيدة التثليث قد فتحت على نفسها ثغرة
_________
(١) المصدر السابق: (٨٩).
(٢) الله واحد أم ثالوث: مجدى مرجان: (١١).
(٣) مستفادة من محاضرة شفوية للشيخ الغزالى للسنه المنهجية (٩٦ - ١٣٩٣هـ) ثم وجدت مثلها في شرح الطحاوية: (٢٤٧).
1 / 41