Secrets of Eloquence in Qur'anic Expression - Lecture
أسرار البيان في التعبير القرآني - محاضرة
Géneros
٤. مثال آخر قوله تعالى (مالك الملك) هو مالك من التملّك ومن المِلك (الملكية) والمُلك من الحكم. مع فرعون قال تعالى (أليس لي ملك مصر) بمعنى له الحكم وليس له المِلك. أما لله تعالى مالك الملك تعني أن الملك ملكه وهو يملكه ملكًا كما يملك المالك، فالمُلك هو مِلك الله تعالى يتصرف به تصرّف المالك لأنه ملكه وحده سبحانه فإذن جمع تعالى بين الملكية وبين الحكم. والمالك يتصرف في ملكه ما لا يتصرف فيه الملِك لأن الملِك له تصرف عام آخر أما المالك فله تصرف خاص. وقوله تعالى (مالك الملك) جمع الأمرين الملكية والتحكم كما نقرأ في سورة الفاتحة (ملك يوم الدين) في قراءة و(مالك يوم الدين) في قراءة أخرى.
٥. (وأنبتها نباتًا حسنًا) في الثناء على مريم قال تعالى وأنبتها نباتًا حسنًا ولم يقل إنباتًا حسنًا لأنه تعالى أراد أن يُثني عليها وعلى معدنها الكريم. يقال أنبت إنباتًا ومريم ﵍ أنبتها تعالى فنبتت نباتًا حسنًا فطاوعت وقبلت أي أن لها فضل في هذا ولو قال تعالى إنباتًا لكان كله عملية لله وحده وليس لمريم أي فضل بمعنى أنه تعالى أنبتها كما يشاء هو لكن الله تعالى أراد أن يثني على مريم ويجعل لها فضلًا في هذا الإنبات فقال تعالى (وأنبتها نباتًا حسنًا) أي أنه تعالى أنبتها فنبتت نباتًا حسنًا وطاوعت أمر ربها وقبلت وكان من معدنها ما جعلها تنبت نباتًا حسنًا. وقد أراد تعالى أن يجمع بين الأمرين أنه تعالى أنبتها كما يشاء وأراد من باب الثناء أن يجعل لها فضلًا في هذا من طيب معدنها وطواعيتها فقال (وأنبتها نباتًا حسنًا) .
* ... من مواطن التوسع في المعنى: العدول من تعبير إلى تعبير:
1 / 115