واليك بعض هذه الدلائل :
1 علي تربى في حجر النبي
لقد تلقى علي عليه السلام تربيته في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونشأ وترعرع في بيته منذ طفولته ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في تربيته والعناية به كالوالد الرحيم.
قال عامة المؤرخين وكتاب السيرة بالاتفاق : إن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ( قبل بعثة النبي ) وكان أبو طالب ذاعيال كثير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس عمه ، وكان من أيسر بني هاشم : يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد اصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفف من عياله ، آخذ من بنيه رجلا وتأخذ انت رجلا فنكفهما عنه ، فقال العباس : نعم ، فانطلقا حتى اتيا أبا طالب فقالا له : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ( إلى أن قال : ) فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا فاتبعه علي رضي الله عنه وآمن به وصدقه (1).
في هذا الصورة يجب أن نقول بأن عليا عليه السلام انتقل إلى بيت النبي وهو دون الثامنة ، لأن الغرض من أخذ النبي إياه من ابيه « أبي طالب » هو التخفيف عن كاهل زعيم مكة ( أبي طالب )، ومن الواضح أن صبيا في مثل هذا السن ( دون الثامنة ) مضافا إلى أن فصله عن والديه أمر في غاية الصعوبة ، لن يكون لأخذه وتكفله أي أثر هام في وضع أبيه ( أبي طالب ) المعيشى.
وعلى هذا يجب أن نفترض له عليه السلام عمرا يكون لأخذه فيه من قبل النبي تأثيرا معتدا به في وضع أبيه الإقتصادي والمعيشي.
Página 355