340

الآيات ، وأنها أين نزلت؟ وهي بالتالي لا تدل أبدا ومطلقا على أنها نزلت في تلك الليلة على قلب رسول الله؟

فيحتمل أن يكون القرآن نزولات متعددة إحداها نزول القرآن على رسول الله تدريجا.

والآخر نزوله الدفعي من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور (1).

وعلى هذا فما المانع من ان تكون بعض آيات القرآن ( من سورة العلق ) قد نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السابع والعشرين من شهر رجب. ثم نزل القرآن بصورته الجمعية الكاملة في شهر رمضان من مكان معين أسماه القرآن باللوح المحفوظ ، إلى موضع آخر عبر عنه في بعض الروايات بالبيت المعمور.

ويؤيد هذا الرأي قول الله تعالى في سورة الدخان : « إنا أنزلناه في ليلة مباركة » فان هذه الآية بحكم رجوع الضمير فيها إلى الكتاب تصرح بأن الكتاب العزيز بأجمعه نزل في ليلة مباركة ( في شهر رمضان )، ولابد ان يكون هذا النزول غير ذلك النزول الذي تحقق في يوم المبعث الشريف ، لأن في يوم المبعث لم تنزل سوى آيات معدودة لا اكثر.

وخلاصة الكلام هي ان الآيات التي تصرح بنزول القرآن في شهر رمضان في ليلة مباركة ( ليلة القدر ) لا يمكن أن تدل على أن يوم المبعث الذي نزلت فيه بضع آيات أيضا كان في ذلك الشهر نفسه ، لأن الآيات المذكورة تدل على أن مجموع القرآن لا بعضه قد نزل في ذلك الشهر ، في حين لم تنزل في يوم المبعث سوى آيات معدودة كما نعلم.

وفي هذه الصورة يحتمل أن يكون المراد من النزول الجمعي للقرآن هو نزول مجموع الكتاب العزيز في ذلك الشهر من « اللوح المحفوظ » إلى « البيت المعمور ».

وقد روى علماء الشيعة والسنة روايات وأخبارا بهذا المضمون ، وبخاصة

Página 345