وهذا هو بنفسه برهان « نظام الوجود » أو ( برهان النظم ) الذي ألف العلماء الالهيون الموحدون حوله عشرات الكتب والدراسات.
وحيث ان ( برهان النظم ) هذا مما يفهمه جميع الناس على مختلف مراتبهم ومداركهم ، لذلك ركزت عليها الكتب الاعتقادية دون سواها ، وسلك كل واحد من العلماء طريقا معينا وخاصا لتقريره ، وبيانه ، كما ودرست الأدلة والبراهين الاخرى التي لا تتسم بمثل هذه الشمولية ، في الكتب ، والمؤلفات الفلسفية والكلامية بصورة مفصلة ومبسوطة.
إن للعلماء الالهيين بيانات وأدلة في مجال ( الروح المجردة )، وعوالم ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) نشير إلى بعضها هنا :
الروح المجردة :
إن الاعتقاد بالروح من القضايا الشائكة الطبيعة التي استقطبت اهتمام العلماء وشغلت بالهم بشدة.
فهناك فريق ممن اعتاد أن يخضع كل شيء لمبضع التشريح ينكر وجود ( الروح ) ، ويكتفي بالاعتقاد بالنفس ذات الطابع المادي ، والعاملة ضمن نطاق القوانين الطبيعية فقط.
ووجود « الروح » والنفس غير المادية ( اي المجردة المستقلة عن المادة ) من القضايا التي عولجت ودورست من قبل المؤمنين بالله ، والمعتقدين بالعام الروحاني ، بصورة دقيقة ، وعميقة.
فهم أقاموا شواهد عديدة على وجود هذا الكائن ( غير المادي ) وهي أدلة وبراهين لو تم التعرف عليها والنقاش حولها في جو علمي هادئ مع الأخذ بنظر الاعتبار ما يقوم عليه منطق الالهيين في هذا المجال من قواعد واسس ، لأدى ذلك إلى التصديق الكامل بها.
على أن ما يقوله الالهيون في مجالات اخرى مشابهة مثل ( الملائكة ) و ( الوحي ) و ( الإلهام ) يقوم هو الآخر على الأساس الذي شيدوه ومهدوه وبرهنوا
Página 324