Sayf Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Géneros
أشهر وعشرة أيام ، وكان جمع من الأموال شيئا عظيما ، وكان الوزيز أبوالفتوح يعقوب بن إبرهيم بن هارون بن داود ابن كلس مات فى أيامه ، وحصل له منه شىء كثير . قال ابن زولاق فى تاريخه . وهو أول من وزر للفاطميين بالديار المصرية ، وكانت داره بالقاهرة في موضع مدرسة الوزير صفى الدين أبى محمد عبد الله بن على المعروف بابن شكر المختصة بالطائفة المالكية ، وإن الحارة المعروفة بالوزيزية التى بالقاهرة داخل باب سعادة منسوبة إلى أصحابه لأنهم كانوا يسكنونها ، ولما مرض عاده العزيز، ووصاه الوزير فيما يتعلق بمملكته . ولما مات أمر العزيز أن يدفن ف داره ، وهى المعروفة بدار الوزارة بالقاهرة داخل باب النصر ، فى قبة كان بناها ، وصلى عليه ، وأأحذة بيده في قبره ، وأنصرف حزينا لفقده ، وأمر بعلق الدواوين أياما من بعده وكان إقطاعه من العزيز في كل سنة مائة ألف دينار ووجد له من العبيد والمماليك أربعة آلاف غلام ، ووجد له جوهرا بأربعمائة ألف دينار ، وبزا من كل صنف بخمسمائة ألف دينار ، وفى تاريخ النويرى . وجد له أوانى من كل صنف بخمسمائة ألف دينار ، وثمانمائة حظية خارجا عن
جوارى الخدمة ، ويقال : إنه كفن وحنط بما مبلغه عشرة آلاف دينار . وقال ابن عساكر فى تاريخه : كان يهوديا من أهل بغداد ، خبيئا ذا مكر ، وله جيل ودهاء ، وفطنة وذكاء . وكان فى قديم أمره خرج إلى الشام ، ونزل إلى الرملة ، وصار بها وكيلا ، فكسر أموال التجار ، وهرب إلى مصر ، فخذم كافور الإخشيد ، فرأى منه فطنة وسياسة ، ومعرفة بأمر الضياع ، فقال : لو كان مسلما لصلح أن يكون وزيرا ، فطمع فى الوزارة ، فأسلم يوم جمعة فى جامع مصر، فلما عرف الوزيز أبو الفضل جعفر بن الفرات قصده فهرت إلى المغرب ، واتصل بيهود كانوا مع المعز ، وخرج معه إلى مصر ، فلما مات المعز وقام ولده العزيز استوزر ابن كلس هذا فى سنة خمس وستين وثلاثمائة ، فلم يزل يدبر أمره إلى أن هلك في ذى القعدة من سنة تمانين وثلاثمائة ، وكفن فى خمسين ثوبا ، ويقال إنه رثاه مائة شاعر ، ويقال إنه مات على دينه وكان يظهر الإسلام ، والصحيح أنه أسلم وحسن إسلامه ، وكلس بكسر الكاف واللام المشددة ، وفى آخره سين مهملة وكان العزيز استوزر بعده رجلا تضرانيا يقال له عيسى ابن نسطورس ، وأخر بوديا اسمه ميشا ، فعز بسببهما أها
هاتين الملتين في ذلك الزمان على المسلمين ، حتى كتبت إليه اأمراة في قصة فى حاجة لها تقول : بالذى أعز النصارى بعيسي ابن نسطورس ، واليهود بميشا ، وأدل المسلمين بك لما كشفت عن ظلامى . فعند ذلك أمر بالقبض على هذين الرجلين ، وأخذ من النصرانى ثلاثمائة ألف دينار السادس : الحاكم بأمر الله أبوعلى المنصور بن العزيز بن المعز ، فذكرنا أنه تولى يوم وفاة أبيه ، وكان من أكبر الزنادقة قال بن خلكان : كان جوادا بالمال ، سفاكا للذماء ، قتل عددا كثيرا من أمائل أهل دولته ، وغيرهم وغيرهم ، وكانت سيرته من أقبح السير ، يخترع كل وقت أحكاما يحمل الناس على العمل بها ، منها أنه أمر الناس في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بكتب سب الصحابة رضى الله عنهم فى حيطان المساجد ، والمقابر ، والشوارع ، و كتب إلى سائر أعمال الديار المصرية يأمرهم بالسب ، ثم أمر بقلع ذلك ، ونهى عنه في سنة سبع وتسعين ، تم تقدم بعد ذلك بمدة يسيرة بضرب من يسب الصحابة وتأديبه . ومنها أنه أمر بقتل الكلاب في سنة خمس وتسعين وبلائمائة ، فلم ير كلب في الأسواق والشوار ع والأزقة إلا قتل ، ومنها أنه أنى عن بيع الفقاع ، والملوخيا ،
والسمك الذى لا قشر له ، وأمر بالتشديد في ذلك والمبالغة وظهر على جماعة أنهم باعوا شيئا منه ، فضريم بالسياط ، وطيف بهم ، ثم ضرب أعناقهم ومنها أنه في سنة اثنتين وستين وأربعمائة مى عن بيع الزبيب قليله وكثيره على اختلاف أنواعه ، وسى التجار عن حمله إلى مصر ، ثم جمع منه [جملة ] كثيرة وأحرق جميعها . ويقال : إن مقدار النفقة التي غرموها على إحراقه كان خمسمائة دينار ، وفي هذه السنة أيضا منع من بيع العنب وأنفذ الشهود إلى الجيزة حتى قطعوا كرهمها ، قيل إنه قطع كروما قيمتها أربعون ألد دينار وكان فى مخازن الجيزة خمسة آلاف جرة عسل ، قاموا بكسرها وسكبها في النيل . وفي هذه السنة أمر النصارى واليهود - إلا الحبابرة - بلبس العمائم السوداء ، وأن يحمل النصاري في أعناقهم الصلبان ما يكون طوله ذراعا ووززه خمسة أرطال ، وأن يحمل اليهود في أعناقهم قرامى خشب على وزن صلبان النصارى ، ولا يركبون شيئا من المراكب المحلاة ، وأن يكون ركوبهم من الخشب ، ولا يستخذمون أحدا من المسلمين ، ولا يركبون حمارا مكاريه [من ] المسلمين ، ولا سفينة نوتيها مسلم ، وأن يكون فى أعناق النصاري إذا دخلوا [الحمام ]
الصلبان ، وفى أعناق اليهود الجلاجل ، ليتميزوا ما عن المسلمين تم أفرد حمامات لليهود والنصارى ، وحط على حمامات النصارى الصلبان ، وعلى حمامات اليهود صور القرامى وذلك في سنة تمان وأربعمائة ، وفيها أمر بدم الكنيسة المعروفة بقمامة وجميع الكنائس بالديار المصرية ، ووهب جميع ما فيها من الآلات وجميع مالها من الأرياع والأحباس لجماعة من المسلمين : ثم رسم يتكلم أحد في النجوم ، وأن ينفى المنجمون من البلاد ، ثم عقد عليهم توبة ، وأعفاهم عن النفى ، وكذلك أصحاب الغناء والملاهي وفى شعبان من السنة المذكورة منع النساء من الخروج إلى الطرقات ليلا قببارا ، ومنع الأساكفة من عمل الخفاف لهن ، ومنعهن عن الحمامات ، ولم تزل النساء ممنوعة عن الحمام إلى أيام ولذه الظاهر ، وكانت مدة المنع سبع سنين وسبعة أشهر ، ثم أمر ببناء ما هدم من الكنائس ، ورد ما كان أخذ من أحباسها وقال ابن الجوزى فى تاريخه المنتظم ثم زاد ظلم الحاكم
وعن له أن يدعى الربوبية ، فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون ،: يا وأحدنا يا أحدنا يامحتى يامميت وقال ابن كثير فى تاريخه : والحاكم هو الذى ينسب إليه الفرقة الضالة المضلة الزنادقة الحاكمية ، وإليه نسب أهل وادى التيم من الدرزية أتباع ختكين غلام الحاكم الذى بعثه إليهم يدعوهم إلى الكفر المحض فأجابوه ، وكان قد أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا ، إعظاما لذكره واحتراما لاسمه ، وكان يفعل هذا فى سائر ممالكه حتى فى الحرمين الشريفين ، وكان أها مصر على الخصوص إذا قاموا خروا سجدا حتى إنه ليسجد بسجودهم من في الأسواق من الرعاع وغيرهم وأمر فى وقت أهل الكنائس بالدخول في دين الإسلام كرها ، ثم أذن لهم فى العود إلى أديانهم ، وابني المدارس وجعل فيها الفقهاء والمشايخ ، ثم قتلهم وخربا ، وألزم الناس بإغلاق الأسواق نارا وفتحها ليلا ، فامتثلوا ذلك ذهرا طويلا حتى اجتاز مرة بشيخ يعمل [ فى ] التجارة فى أثناء النهار وعنده مسرجة يسرج عليها ، فوقف عليه فقال : ألم أنيكم عن هذا فقال : ياسيدى أما كان الناس يسهرون لما كانوا يتعيشون بالنهار ، فهذا من جملة السهر ، فتبسم وتركه . وقد كان يعمل
الحسبة بنفسه ، يدور في الأسواق على حمار له - وكان لا يركب إلا حمارا - فمن وجده قد غش فى معيشة أمر عبدا أسود معه ، فقال له : مسعود أن تفعل فيه الفاحشة العظمى ، وهذا أمر منكر ملعون لم يسبق إليه أحد وقال ابن خلكان ، وهو الذى بني الجامع الكبير بالقاهرة بعد أن كان شرع فيه والده العزيز بالله ، فأكمله ولده ، وبنى جامع راشدة بظاهر مصر ، وأنشا عدة مساجد بالقرافة وغيرها ، وحمل إلى الجوامع من المصاحف والآلات الفضية والستور والحصر ماله قيمة طائلة ، وكان يحب الانفراد ، والركوب على بيمة وحده ، فاتفق أن خرج ليلة الإثنين السابع والعشرين من شهر شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة إلى ظاهر مصر ، وطاف ليلته كلها ، وأصبح عند قبر الفقاعى ، ثم توجه إلى حلوان ومعه ركابيان ، فأعاد أحدهما مع تسعة
من العرب السويديين ثم أعاد الركابى الأخر ، وذكر هذا أنه خلفه عند القبر والمقصبة ، وبقى الناس على رسمهم يخرجون يلتمسون رجوعه على عادم ومعهم دواب الموكب إلى يوم الخميس سلخ الشهر المذكور ، ثم خرج يوم الأحد ثاني ذى القعدة مظفر صاحب المظلة ، وخطى الصقلبى ، ونسيم متولى الستر وابن أتشتكين التركى صاحب الرمح ، وجماعة من الكتاميين والأتراك ، فبلغوا دير القصير والموضع المعروف بحلوان، ثم أمعنوا فى الدخول في الجبل ، فبينا هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب الذى كان راكبا عليه المدعو بالقمر ، وهو على قرن الجبل وقد ضربت يداه بسيف
فأثر فيهما وعليه سرجه ولجامه ، فتبعوا الأثر ، فإذا أثر الحمار في الأرض ، وأثر راجلة خلفه وراجلة قدامه ، فلم يزالوا يقصون هذا الأثر حتى انتهوا إلى البركة التى فى شرق حلوان ، فنزل إليها بعض الرجالة ، فوجد فيها تيابه وهى سبع جباب ، ووجدت مزررة لم تحل أزرارها ، وفيها آثار السكاكين ، فأخذت وحملت إلى القاهرة ولم يشك في قتله ، مع أن جماعة من المغالين فى حبه ، السخيفى العقول يظنون حياته ، وأنه لابذ أن سيظهر ويحلفون بغيبة الحاكم وتلك خيالات فاسدة . ويقال إن أخته ست الملك دست عليه من يقتله ، وكان عمره سبعا وثلاثين سنة ، ومدة ولايته خمسا وعشرين سنة - والله أعلم - السابع : الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم على ، كانت ولايته بعد فقد أبيه الحاكم ، وكانت خلافته خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وأياما .
قال ابن خلكان ، سمعت أنه توفى بيستان الذكة بالمقس وكان . له مصر والشام ، والخطبة بأفريقية ، وكان جميل الصورة منصفا للرعية وكانت وفاته فى شعبان من سنة سبع وعشرين وأربعمائة الثامن : المستنصر بالله أبو تميم معد ولد الظاهر ، واستمرت أيامه ستين سنة ، ولم يتفق هذا لخليفة قبلة ولا بعده ، وتوفى
Página desconocida