El sonido de las profundidades: lecturas y estudios en filosofía y psicología
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Géneros
أفضى إلى ما يعرف الآن ب «الفكر الإيكولوجي» (البيئي). يقف الفكر الإيكولوجي على النقيض من الفكر العلمي التقليدي الذي يقوم على التجزئة والتحليل ويعوق - بحكم طبيعته ذاتها - فهم الأنظمة الإيكولوجية؛ فالفكر العقلاني التقليدي هو فكر «خطي»،
linear
بينما ينشأ الوعي الإيكولوجي عن حدس عميق بالأنظمة غير الخطية. لقد أخذ الفكر التجزيئي الردي يثبت فشله في جميع الميادين كلما ظهرت على الساحة مشكلات تتعلق بتصورات من قبيل «النسق»، «الكلية»، «الغائية» ... وتطلب الأمر طرائق جديدة من التفكير.
كانت الحاجة إلى نموذج جديد ملحة بشكل خاص في مجالي علم النفس والطب النفسي؛ حيث فشل التصور «الآلي» للإنسان بجميع تجلياته السلوكية والتحليلية والسيبرنيطيقية في إفساح مجال تفسيري لما يتحلى به الكائن البشري من خصائص فريدة : كالإبداعية، وحرية الإرادة، وسطوة المثل العليا، وأفعال التضحية والإيثار، وتجاوز الذات، والكدح إلى «غاية»
telos
تجذبه من الأمام ولا تدفعه «من الخلف»
a tergo ، وكلها خصائص جوهرية لا يسعها التفسير الآلي بالغا ما بلغ من الدقة والتعقيد.
تقدم نظرية الأنظمة هذا النموذج البديل الذي يؤكد على الكل العضوي، ويرى إلى الإنسان ككائن فاعل إيجابي نشط، يعيش في عالم رمزي ويميل نحو التنظيم الأعلى الذي تتيحه طبيعة النظام المفتوح للكائن العضوي الحي، ويفسح مجالا للقيم المقصورة على الإنسان والقيم «فوق-البيولوجية» داخل النظرية العلمية للعالم. (4) ألوان من النسبية
وفي القسم الرابع عرض مفصل لضروب من النسبية، هو بمثابة هامش مطول على متن «صراع الثقافات». وهو في الأصل قراءة في موسوعة ستانفورد الفلسفية أثريتها بقراءات عديدة في الفكر العلمي الجديد وفلسفة القيم. يقوم هذا الجهد على فكرة أن المعرفة قوة مغيرة محررة. ونحن حين نقف على الآليات التي تجعلنا نرى العالم من زاوية واحدة فرضتها علينا ثقافتنا التي نشأنا عليها، نكون في الوقت نفسه وبالفعل ذاته قد تحررنا بشكل ما من سجن الإطار وملكنا مفتاحه. عندئذ فقط نكون في موضع نملك منه أن نفرق بين الضروري والعرضي، بين الأزلي والتاريخي، بين الإلهي والبشري، بين الكوني والمحلي، بين المطلق والنسبي.
من شأن الصدام بين الأطر الثقافية المختلفة أن يولد الحس النقدي الذي يحرر سجناء الأطر من انحيازاتهم اللاشعورية، ويخلصهم من مفاهيم برمتها تشربوها مع ثقافتهم المحلية ومن نظريات بأكملها ابتلعوها مع لغتهم القومية التي لقنوها صغارا. وليس من قبيل المصادفة أن الحضارات الكبرى كانت ثمرة لصدام ثقافي؛ فالصدام الثقافي خير لا شر. ومن تلاقح الآراء وتبادل النقد ينشأ العلم وتنمو المعرفة.
Página desconocida