El sonido de las profundidades: lecturas y estudios en filosofía y psicología

Cadil Mustafa d. 1450 AH
212

El sonido de las profundidades: lecturas y estudios en filosofía y psicología

صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

Géneros

للسلوك الإنساني. إن مدخل عالم اللغة الميداني عند كواين هو «جمل الملاحظة»

observation sentences

ذات اللفظ الواحد، وتحديد الاتفاق والاختلاف معها يتم استقرائيا، ولكن الموافقة والمخالفة هي تصورات «مفهومية»

intensional (و«قصدية»

intentional

أيضا)، فالمرء إذ يوافق لا يوافق على جملة (أي تقرير بأن الأشياء هي على هذا النحو أو ذاك) بل على ما يفهمه بقدر ما يعتقد أنه حق. التعرف على الاتفاق والاختلاف إذن يفترض مسبقا النظر إلى السلوك الملاحظ لا كمجرد حركة جسدية بل كسلوك «قصدي». ويبدو أن النزعة السلوكية الصارمة عند كواين لا تؤهله لمثل هذا «الموقف القصدي».

و«الموقف القصدي»

intentional stance (وهو المصطلح الذي أدخله دانييل دينيت

D. Dennett ) تجاه أي نظام من الأنظمة هو. ببساطة، ذلك الموقف الذي يعزو إلى النظام اعتقادات ورغبات إذا تبين أن «التفسير الأفضل» لسلوكه هو أن ننسب له اعتقادات ورغبات. يقول دينيت إن من الصائب والمشروع لنا أن نعزو مواقف قضوية (اعتقادات، رغبات ... إلخ) إلى أي نظام من الأنظمة سواء أكان حيوانا أم نباتا أم معدنا، إذا كان من الممكن أن نفسر سلوك هذا النظام كسلوك عقلاني في ضوء غاياته ومراميه. يقول دينيت إن امتلاك مخلوق من المخلوقات ذهنا يعني بالتحديد أن من المفيد عمليا أن نعتبره يمتلك ذهنا، وربما يصل ذلك من الوجهة العملية إلى حد معاملة هذا المخلوق باعتباره واحدا منا: أي كائنا لديه اعتقادات عن العالم ورغبات في أشياء معينة، ويعمل بعقلانية في ضوء تلك الاعتقادات والرغبات. فهذا، على سبيل المثال، طائر دائب في اصطياد الديدان في الحديقة؛ إنك تفسر سلوكه بأن تفترض أنه جائع ومن ثم يلتمس الطعام، وأنه يعتقد أن الديدان طعام وأنها تلتمس في الحديقة ، وبالتالي فهو يصطاد الديدان في الحديقة. إنه، باختصار، يسلك في ضوء اعتقاداته ورغباته. إننا في تفسير سلوك الطائر بالإشارة إلى الاعتقادات والرغبات نتبنى ما أسماه دينيت «الموقف القصدي»، إنه الموقف الذي نتخذه كيما نضفي معنى على سلوك أي كائن ونتنبأ به.

114

Página desconocida