El sonido de las profundidades: lecturas y estudios en filosofía y psicología
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Géneros
عرضي طارئ لا ضرورة فيه ولا إطلاق. وإذا كان تماثل البشر في الإدراك راجعا إلى ملامح عرضية لدماغنا وجهازنا الحسي فإن لنا أن نتوقع أن أية مخلوقات ذات بنية بيولوجية مختلفة عنا سوف تدرك الوجود وتفكر فيه بطرائق مختلفة تماما. من هذه الجهة، في حقيقة الأمر، نجد أن الملامح العرضية لبنياننا المعرفي تبدو أشبه بالحدود أو القيود أو القصور.
ومع تسليمنا بالوحدة الصميمة للطبيعة البشرية من وراء قشرة الفروق الثقافية والتاريخية، فإن الأسئلة المعيارية حول «الموضوعية»
objectivity ، و«التبرير»
justification ، و«الصدق»
truth ، تبقى مفتوحة بل ملحة، ما دام هناك احتمال بأن الإدراك البشري هو دون الكمال من جهات عديدة: فلعل ضغوط الانتخاب الطبيعي مثلا قد حبذت آليات إدراكية سريعة محدودة الدقة على آليات أخرى أبطأ ولكن أكثر دقة. (5) «الاختيار
Choice »: إذا كانت هناك بدائل متاحة من أطر المفاهيم والاعتقادات والمعايير، فهل بميسورنا أن نقرر أيها نختار؟ ثمة من يجيب عن هذا السؤال بنعم؛ الأمر اختياري تقديري يعود إلينا، على أن ذلك لا يعني أنه اعتباطي عشوائي نزوي، فقد تكون هناك أسباب وجيهة أو مبررات عقلية، كالبساطة، ويسر التناول، والشمول، تجعلنا نفضل بعض البدائل على بعض. إن لنا رأيا أو صوتا في الأمر ولنا سلطة البت في المسألة، وثمة من يرى أن البدائل قد تكون ممكنة بمعنى تجريدي معين غير أنها ليست اختيارات خالصة بالنسبة إلينا.
عند الطرف الأول من المطياف؛ مذهب الاختيار أو الإرادة
voluntarism
نجد مفكرين يذهبون إلى أن لدينا هامشا كبيرا من حرية الاختيار. فالوجوديون، مثل سارتر، ينكرون وجود حقائق موضوعية فيما يتعلق بالقيم والمبادئ الأخلاقية ويرون أن علينا أن نختار قيمنا ونبدعها بأنفسنا ولأنفسنا بقفزة وجودية، باختيار وجودي مصيري. وكثير من المفكرين الأنجلوأمريكيين الذين يذهبون في الأخلاق مذهبا «غير معرفي»
non-cognitivist ،
Página desconocida