El sonido de las profundidades: lecturas y estudios en filosofía y psicología
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Géneros
empathy (القدرة على اتخاذ الإطار المرجعي للآخرين)، وهي قدرات تبين قصورها في مجموعة الأطفال الصم لآباء يسمعون.
ذهب بيتيرسون وسيجول إلى أن فشل هؤلاء الأطفال في هذه الجوانب لا يعود إلى الصمم بحد ذاته، فقد نجح الأطفال الصم لآباء صم فيما فشل فيه هؤلاء. وتأويل ذلك أن الأطفال الصم لآباء يسمعون هم مجموعة محرومة من التعرض للألفاظ التي تشير إلى أمور تجريدية غير عيانية، وبخاصة تلك التي تتصل بالحالات الذهنية كالاعتقادات والرغبات والمشاعر؛ ذلك أن آباءهم السامعين ليسوا متمكنين من اللغة اللازمة لشرح مثل هذه الأشياء، فهم يحاولون التواصل مع أطفالهم الصم بلغة الإشارة في حدود الأشياء العيانية، أما الحديث عن الكيانات التجريدية كالعقول فلا يملكون توصيله لهم، وبالتالي فقد دأبوا على ألا يتحدثوا لأطفالهم عن الحالات الذهنية كالمقاصد والنوايا والأفكار والمشاعر، وأن يقصروا محادثاتهم معهم على الأشياء العينية. إن الحديث عن الأمور العقلية غير الملموسة هو موضوع محوري في المحادثات بين الآباء والأطفال، وليس ثمة ما يحول دون هذا الحوار أيضا بين الآباء الصم وأطفالهم الصم.
يرى بيتيرسون وسيجول أن هذا دليل دامغ على أن اللغة تشكل الإدراك/المعرفة: فها نحن بإزاء مجموعتين من الأطفال الأسوياء متطابقتين في كل شيء عدا أنهما نشأتا في بيئتين تختلفان في جانب واحد بعينه، وهو توافر الإشارة اللغوية إلى الأمور العقلية في مجموعة وغيابها في مجموعة أخرى.
38 (2-9) وجه بنيامين ورف
ما يزال وجه بنيامين ورف يطالعنا في كل مبحث من مباحث اللغة؛ في الترجمة، وفي فلسفة المقدسين للغة، وفي فكر المرتابين فيها الداعين إلى تحطيم أوثانها، وفي فكر المتطرفين في النسبية الموغلين في فجاجها حتى مزالق الفوضوية. يطالعنا وجه ورف كأنه راض عن حصاد زرعه معجب بهول إنجازه.
في الترجمة
في كتابه الأخير «أسطورة الإطار» (1994م) يقول كارل بوبر:
على الرغم من أنه لا توجد أي نسبية لغوية فيما يتعلق بصدق أي عبارة، فثمة إمكان ألا يمكن ترجمة عبارة ما إلى لغة أخرى معينة .
ذلك أن لغتين مختلفتين يمكن أن يوطنا في صميم النحو رأيين مختلفين عن الخامة التي صنع منها العالم، أو عن الخصائص البنائية الأساسية للعالم. وفي مصطلحات كواين
Quine
Página desconocida