============================================================
صوم القلب وهؤلاء أهل التربية والتصفية. فهم بالتربية والتصفية في حفظ وحراسة وحماية عن إلقاء العدو. لأن القلب إذا صفا، وحصل الصفاء صفة له [ققد أن] لا يبقى عليه لغير الله حكم ولا للعدو إليه طريق. بل ربما في بعض 3 الأوقات يوقع في القلب شيئا بطريق التسلط، وذلك من أجل التنبيه، كما وقع في قلب الرسول، عليه السلام، وبعد ذلك غصم. قال الله تعالى: ووما أزسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته 6 (القرآن الكريم 52/22)، فصار ذلك قاعدة في حق أهل التربية والصفاء.
فإذا تفرد الصفاء بصفته صار لا يقبل إلا أجناس الصفاء. وكما أن الخبث لا يقبل إلا أجناس الخبث، لأن الصفاء نوعان: نوع من صفاء 9 الملائكة(1)، ونوع من صفاء الحق. فمن كان صفاء قلبه من صفاء صفات الحق فهو الذي لا سبيل عليه للشيطان، وهو الرباني. ومن كان صفاء قلبه من صفاء صفات(4) الملائكة فهو صاحب المحمودات، غلبت محموداته 12 على مذموماته. فله جنس وضد: فإلى جنسه يميل، ومن ضده يستقيل (3).
وانما يدخل الضد على ضده بالقهر والغلبة. فما دام حفاظ رقباء الصفات يحرسون ويحفظون الصفاء عن دخول الكدورة عليه، فقد استقام الصفاء في 15 كماله. فإن العبد في تلك الحالة محفوظ بحفظ الربوبية. كما قال الله تعالى : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (القرآن الكريم 42/15) . والله يتولى صفاء أهل الصفاء بحفظه وحفظ أدلائه وملائكته وكلامه. من ذلك ما قال 18 عليه السلام: "إنه ليغان على قلبي"(4) الحديث. (3 ب) قال الله تعالى:
Página 9