============================================================
عمار البدليسي فصل 3 1 : في صوم القلب واقطاره اعلم، وفقك الله لطاعته، ومعرفة(1) أحوال باطنك، والوقوف على 3 معرفة سرك وفترتك(1) ونقصانك وزيادتك، أن علامة من استعمله الله تعالى في العبودية، بشرائط آداب أعمال القلب، حصول حسن التفقد لأحوال باطنه. ولا يصح التفقد إلا بعد وجود اليقظة - ومعناها: معرفة سوانح ما يتجدد من الغيوب في القلوب من صنوف الكشوف. ولهذه اليقظة عند أربابها لفظان، هما أعم للفائدة، وأقرب إلى (2) المشاهدة، وهما التبصرة والذكرى. كما قال تعالى: تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} (القرآن الكريم 8/509). وقال تعالى: وما يتذكر إلا من ينيب} (القرآن الكريم 13/40)(4). ولانفكاكها عن مراتب العلوم، وإعزازها عن ذكر غير أهل الفهوم للعلوم الفيضية الحقيقية، التي قرن الله سبحانه وجودها بوجود 12 القلب، فقال تعالى: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} (القرآن الكريم 37/50). فلا تحصل إلا بعد أن لا يبقى في العبد تفرقة. فبعدم التفرقة وجود الجمعية، وذهاب علة التعلل من الباطن فيما شاء وسبر. كما قال الله 15 عز وجل: لكيلا تأسؤا على ما فاتكم* (القرآن الكريم 23/57) . لأن الباطن يعتل ويسقم بهذه المذمومات، ويعتل الجسم بالمضر من المأكولات، ويصيرة القلب تعمى كما تعمى (12) بصيرة الجسم. قال الله 18 تعالى: ولكن تغمى القلوب التي في الصدور} (القرآن الكريم 46/22) .
وكل ذلك من وقوع القلب في أودية التفرقة، فمنها يحصل الشك والشرك،
Página 6