لم أكن نائما، أنا آت من حمام البحر.
متاتياس :
من حمام البحر؟ إذن هذه الليلة لم تنم كعادتك؟ (شفيق يصب القهوة في فنجانه معرضا)
إذن تريد أن تنتحر انتحارا؟ أتظن أني سأحتمل هذا طويلا دون أن أدعك تشعر بأن لك من يسيطر عليك؟ في الليل بدلا من أن تفعل كسائر الخلائق فتسهر في تياترو أو في سينما ...
شفيق (مقاطعا بأدب) :
وهل من شروط الخليقة أن تسهر (مفخما اللفظة)
الخلائق في تياترو أو في سينما؟
متاتياس (دون أن يلتفت لمقاطعته) : ... أو معنا نحن أهلك؛ فإنك تذهب إلى مجتمعات الدعوى، والكلام الفارغ، والعقول المرقعة التي تسميها أندية الأدب والمناقشة والخطابة (أغابي ومدام سالم يتبادلان إشارة أسف وتتنهدان عاليا جدا)
وتعود بعد نصف الليل إلى كتبك الشيطانية كأن نور النهار لا يكفي لإضعاف بصرك وإتلاف صحتك وتقصير حياتك ...
أغابي (تتنهد مرة أخرى) :
Página desconocida