Memorias de una princesa
سوانح الأميرة
Géneros
بقي لي أن أشكر سيدي وولي نعمتي حضرة صاحب السعادة الأستاذ أحمد زكي باشا الذي تفضل علي بإعارة النسخة التركية من خزانته الزكية أدامها الله عامرة بوجوده لينفع مصر بعلمه وعمله، والله أسأل أن يعيننا جميعا على ما فيه إنهاض مصر، إنه عليم بالنيات.
القاهرة، 10 نوفمبر سنة 1920
عبد العزيز أمين الخانجي
النور
مهداة إلى قبر جدي الأكبر ساكن الجنان
الفصل ربيع، والعالم أجمع مغمور في لطافته ونعومته، أما الوقت فكان مساء، وكنت إذ ذاك جالسة على سطح سفينتنا المسماة «فيض رباني» الراسية أمام «قصر الدوبارة» أشنف السمع بنغمات النسيم. وكانت الكواكب العديدة المتألقة في كبد السماء تعكس أشعتها على سطح النيل لتؤلف خطا من النجوم تتلألأ كالجواهر النفيسة على صفحة تلك المرآة الصافية.
كانت الليلة ساكنة وكل ما حوالي في سكون وصموت، ولولا أصوات الدعاء والابتهال التي ينقلها الأثير إلى مسمعي من حين لآخر لخيل لي أن العالم مسترسل في النوم.
أما المصابيح التي على جسر قصر النيل، الممتدة كسلسلة من النور على طول الطريق المؤدي إلى الأهرامات فكنت أرى شعاع أنوارها على النيل كسطور من الذهب نمقتها يد كاتب متفنن على صفحة بيضاء.
ربما كانت هذه الليلة تفضل أياما عديدة؛ لأنها كانت في نظري زاهية زاهرة مملوءة بالأسرار والخيالات.
وكان النسيم يلاعب أشجار الحدائق القريبة منا فتتمايل كالمروحة على شجيرات الورد والياسمين لتنشر في الفضاء أريجها، وكنت كلما صوبت النظر إلى ظلال تلك الأشجار ظننتها حراسا تخفر شاطئ النيل في سكون الليل.
Página desconocida