صريح السنة للطبري
Página 14
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي أنبأنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنبأنا أبو القاسم علي ابن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنبأنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري قال قرئ على أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وأنا أسمع الحمد لله مفلج الحق وناصره ومدحض يحيى الباطل وماحقه الذي اختار الإسلام لنفسه دينا فأمر به وأحاطه وتوكل بحفظه وضمن إظهاره على الدين كله ولو كره المشركون ثم اصطفى من خلقه رسلا ابتعثهم بالدعاء إليه وأمرهم بالقيام به والصبر على ما نابهم فيه من جهلة خلقه وامتحنهم من المحن بصنوف وابتلاهم من البلاء بضروب تكريما لهم غير تذليل وتشريفا غير تخسير ورفع بعضهم فوق بعض درجات فكان أرفعهم عنده درجة أجدهم إمضاء مع شدة المحن وأقربهم إليه زلفا وأحسنهم انفاذا لما أرسله به مع عظيم البلية يقول الله عز وجل في محكم كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل الأحقاف 35. وقال له صلى الله عليه وسلم ولأتباعه رضوان الله عليهم أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب البقرة 213 وقال يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا الأحزاب 9 - 12
Página 15
وقال تعالى ذكره أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين العنكبوت 12 فلم يخل جل ثناؤه أحدا من مكرمي رسله ومقربي أوليائه من محنة في عاجلة دون آجله ليستوجب بصبره عليها من ربه من الكرامة ما أعد له ومن المنزلة لديه ما كتبه له ثم جعل تعالى جل وعلا ذكره علماء كل أمة نبي ابتعثه منهم وراثه من بعده والقوام بالدين بعد اخترامه إليه وقبضه الذابين عن عراه وأسبابه والحامين الرحمن عن أعلامه وشرائعه والناصبين وكان دونه لمن بغاه وحاده الدافعين عنه كيد الشيطان وضلاله فضلهم بشرف العلم وكرمهم بوقار الحلم وجعلهم للدين وأهله أعلاما للإسلام والهدى منارا وللخلق روى قادة وللعباد أئمة وسادة إليهم مقرعهم ولم عند الحاجة وبهم استغاثتهم عند النائبة لا يثنيهم عند التعطف والتحنن عليهم سوء ما هم من أنفسهم يولون ولا تصدهم عن الرقة عليهم والرأفة بهم قبح ما إليه ما يأتون محرما منعهم طلب جزيل ثواب الله فيهم وتوخيا طلب رضى الله في الأخذ بالفضل عليهم ثم جعل جل ثناؤه ذكره علماء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم من أفضل علماء الأمم التي خلت قبلها فيما كان قسم لهم من المنازل والدرجات المراتب والكرامات فشمل واجزل لهم فيه حظا ونصيبا مع ابتلاء الله أفاضلها بمنافعها وامتحانه خيارها بشرارها ورفعائها بين بسفلها أهل وضعائها حديث فلم يكن يثنيهم ما كانوا به منهم يبتلون ولا كان يصدهم ما في الله منهم يلقون عن النصيحة لله في عباده وبلاده أيام حياتهم بل كانوا
Página 16
بعلمهم على جهلهم يعودون وبحلمهم عند لسفههم يتعمدون وبفضلهم لأنه على نقصهم يأخذون بل كان لا يرضى كبير منهم ما أزلفه لنفسه عند الله من فضل ذلك أيام حياته وادخر منه من كريم الذخائر لديه قبل مماته حتى تبقى لمن بعده آثارا على الأيام باقية ولهم إلى الرشاد هادية جزاهم الله عن أمة نبيهم أفضل ما جزا عالم أمة عنهم وحباهم من الثواب أجزل ثواب وجعلنا ممن قسم له من صالح ما قسم لهم وألحقنا بمنازلهم وكرمنا بحبهم ومعرفة حقوقهم وأعاذنا والمسلمين جميعا من مرديات الأهواء ومضلات الآراء إنه سميع الدعاء ثم أنه لم يزل من بعد مضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيله حوادث في كل دهر تحدث ونوازل في كل عصر تنزل يفزع فيها الجاهل إلى العالم فيكشف فيها العالم سدف الظلام عن الجاهل بالعلم الذي آتاه الله وفضله به على غيره إما من أثر وإما من نظر فكان من قديم الحادثة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوادث التي تنازعت فيه أمته واختلافها في أفضلهم بعده صلى الله عليه وسلم وأحقهم بالإمامة وأولاهم بالخلافة ثم القول في أعمال العباد طاعتها ومعاصيها وهل هي بقضاء الله وقدره أم الأمر في ذلك المبهم مفوض ثم القول في الإيمان هل هو قول وعمل أم هو قول بغير عمل وهل يزيد وينقص أم لا زيادة له ولا نقصان ثم القول في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق ثم رؤية المؤمنين ربهم تعالى يوم القيامة ثم القول في ألفاظهم بالقرآن ثم حدث في دهرنا هذا حماقات خاض فيها أهل الجهل والغباء
Página 17
ونوكي أخبرنا الأمة الرعاع يتعب إحصاؤها ويمل تعدادها فيها القول في اسم الشئ أهو هو أم هو غيره ونحن نبين الصواب لدينا من القول في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق القول في القرآن وأنه كلام الله فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ في السماء وجد وفي الأرض حيث حفظ في اللوح المحفوظ كان مكتوبا وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما في حجر نقش أو في ورق خط أو في القلب حفظ وبلسان لفظ فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا أو أعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قاله بلسانه دائنا به فهو بالله كافر حلال الدم برئ من الله والله منه برئ بقول الله عز وجل بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ البروج 23، 22 وقال وقوله الحق عز وجل وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله التوبة 6 فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب وأنه من لسان محمد ص يا مسموع وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع في اللوح المحفوظ مكتوب وكذلك هو في الصدور محفوظ وبألسن الشيوخ والشباب متلو
Página 18
قال أبو جعفر فمن روى عنا أو حكى عنا أو تقول علينا فأدعي أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين لا قبل الله له صرفا ولا عدلا وهتك ستره وفضحه على رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار حدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا موسى ين داود حدثنا معبد أبو عبد الرحمن عن معاوية بن عمار الدهني قال قلت لجعفر بن محمد رضي الله عنه إنهم يسألون عن القرآن مخلوق أو خالق فقال إنه ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل وحدثني محمد بن منصور الأملي حدثنا الحكم بن محمد الأملي أبو مروان حدثنا ابن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار يقول أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود
Página 19
القول في رؤية الله عز وجل وأما الصواب من القول في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة وهو ديننا الذي ندين الله به وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة فهو أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة حدثنا ابن فضيل وحدثنا تميم بن المنتصر ومجاهد بن موسى قال تميم أنبأنا يزيد وقال مجاهد حدثنا يزيد بن هارون وحدثنا ابن الصباح حدثنا سفيان ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون جميعا عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير ابن عبد الله قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم راءون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب طه 130 ولفظ الحديث لحديث مجاهد قال يزيد من كذب بهذا الحديث فهو برئ من الله ورسوله حلف غير مرة وأقول أنا صدق رسول الله وصدق يزيد وقال الحق
Página 20
القول في أفعال العباد وأما الصواب من القول لدينا فيما اختلف فيه من أفعال العباد وحسناتهم وسيئاتهم فإن جميع ذلك من عند الله تعالى والله سبحانه مقدره ومدبره لا يكون شئ الا بإذنه ولا يحدث شئ الا بمشيئته له الخلق والأمر كما يريد حدثني زياد بن يحيى الحساني وعبيد الله بن محمد الفريابي قالا حدثنا عبد الله بن ميمون حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه اللفظ لحديث أبي الخطاب زياد بن عبد الله حدثني يعقوب بن إبراهيم الجوزجاني حدثنا ابن أبي حازم حدثني أبي عن
Página 21
ابن عمر قال القدرية مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم
Página 22
القول في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الحق في اختلافهم في أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وتتابع على القول به السلف وذلك ما حدثني موسى بن سهل الرملي وأحمد بن منصور بن سيار الرمادي قالا حدثنا عبد الله بن صالح حدثني نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد ابن المسيب عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جل وعلا اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار من أصحابي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضوان الله عليهم فجعلهم خير أصحابي وفي أصحابي كلهم خير واختار أمتي على سائر الأمم واختار من أمتي أربعة قرون من بعد أصحابي القرن الأول والثاني والثالث تترى والقرن الرابع فردا
Página 23
وكذلك نقول فأفضل أصحابه صلى الله عليه وسلم الصديق أبو بكر رضي الله عنه ثم الفاروق بعده عمر ثم ذو النورين عثمان بن عفان ثم أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين وأما أولى الأقوال بالصواب عندنا فيما اختلفوا من أولى الصحابة بالإمامة فبقول من قال بما حدثني به محمد بن عمارة الأسدي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا حشرج ابن نباته حدثني سعيد بن جهمان عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم من بعد ذلك ملك قال لي سفينة أمسك خلافة أبي بكر سنتان وخلافة عمر عشر وخلافة عثمان اثنتا عشر وخلافة علي ست قال فنظرت فوجدتها ثلاثون سنة
Página 24
القول في الإيمان زيادته ونقصانه وأما القول في الإيمان هل هو قول وعمل وهل يزيد وينقص أم لا زيادة فيه ولا نقصان فإن الصواب فيه قول من قال هو قول وعمل يزيد وينقص وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مضى أهل الدين والفضل حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سألنا أبا عبد الله أحمد ابن حنبل رحمه الله عن الإيمان في معنى الزيادة والنقصان فقال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب لو حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب قال الإيمان يزيد وينقص فقيل وما زيادته وما نقصانه فقال إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فذلك زيادته وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي ومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز رحمهم الله ينكرون قول من يقول إن الإيمان إقرار بلا عمل ويقولون لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ولا تابعي قضى إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه وفي اتباعه الرشد
Página 25
والهدى ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول اللفظية جهمية لقول الله جل اسمه حتى يسمع كلام الله التوبة 6 فممن يسمع ثم سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يذكرون عنه أنه كان يقول من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال هو غير مخلوق فهو مبتدع ولا قول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتم به سواه وفيه الكفاية والمنع وهو الإمام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع فالخوض فيه شين والصمت عنه زين
Página 26
وحسب امرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق وهو قوله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى الإسراء 110 وقوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك فليبلغ الشاهد منكم أيها الناس من بعد منا فنأى أو قرب فدنا أن الذي ندين الله به في الأشياء التي ذكرناها ما بيناه لكم على وصفنا فمن روى عنا خلاف ذلك أو أضاف إلينا سواه أو نحلنا في ذلك قولا غيره فهو كاذب مفتر متخرص معتد يبوء بسخط الله وعليه غضب الله ولعنته في الدارين وحق على الله أن يورده المورد الذي ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرباءه يكون وأن يحله المحل الذي أخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحل أمثاله على ما أخبر صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر وذلك ما حدثنا أبو كريب حدثنا المحاربي عن إسماعيل ابن عياش الحمصي عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أيوب بن بشير العجلي، عن شفي ابن ماتع الأصبحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعائه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه فيقول لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد
Página 27
آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ويقال للذي يجر أمعائه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي إن أصاب البول منه لا يغسله ويقال للذي يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة بدعة قبيحة فيستلذها كما يستلذ الرفث ويقال للذي يأكل لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان يمشي بالنميمة ويأكل لحوم الناس حدثنا خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل بن حرشة عن موسى بن عقبة عن عمر بن عبد الله الأنصاري عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر امرء بما ليس فيه ليعيبه حبسه الله في جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه حدثنا محمد بن عوف الطائي ومحمد بن مسلم الرازي قالا حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثني راشد ابن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون صدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم
Página 28
حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة عن أبي أمامة رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيع الغرقد فوقف على قبرين ثريين فقال أدفنتم هنا فلانا وفلانة أو قال فلانا وفلانا فقالوا نعم يا رسول الله فقال قد أقعد فلان الآن يضرب ثم قال والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو الا انقطع ولقد تطاير قبره نارا ولقد صرخ صرخة سمعتها مع الخلائق إلا الثقلين من الجن والإنس ولولا تمريج قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع ثم قال الآن يضرب هذا الآن يضرب هذا ثم قال والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عظم إلا انقطع ولقد تطايرها سعيد قبره نارا ولقد صرخ صرخة سمعها الخلائق إلا الثقلين من الجن والإنس ولولا تمريج في قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع قالوا يا رسول الله ما ذنبهما قال أما فلان فإنه كان لا يستبرئ من البول وأما فلان أو فلانة فإنه كان يأكل لحوم الناس
Página 29
حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا محمد بن العلاء حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش جميعا عن الأعمش عن سعيد ابن عبد الله عن أبي برزة الأسلمي قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع عورته يفضحه في بيته آخر الكتاب والحمد لله وحده وكان الفراغ منه في يوم الأربعاء ثاني عشر من شهر المحرم الحرام افتتاح سنة أربعة وثمانين وألف وصلى الله على رسوله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما#
Página 30