Saqifa
السقيفة وفدك
Géneros
عليك، فان أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين، فان دانوا لك فذاك، وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر، قتلت أو بقيت، وكنت أعلى عند الله حجة.
فقال: أترجوا يا جندب أن يباعني من كل عشرة واحد، قلت: أرجوا ذلك قال: لكني لا ارجو ذلك، لا والله ولا من المائة واحد، وسأخبرك أن الناس انما ينظرون الى قريش فيقولون: هم قوم محمد وقبيله، وأما قريش بينها فتقول:
أن آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا، ويرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش، ودون غيرهم من الناس، وهم ان ولوه لم يخرج السلطان منهم الى أحد أبدا، ومتى كان في غيرهم تداولته قريش بينها، لا والله لا يدفع الناس الينا هذا الأمر طائعين أبدا.
قلت: جعلت فداك يا ابن عم رسول الله، لقد صدعت قلبي بهذا القول، أفلا ارجع الى المصر، فأؤذن الناس بمقالتك، وأدعو الناس اليك، فقال: يا جندب ليس هذا زمان ذاك.
قال: فانصرفت الى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا أعدم رجلا يقول لي ما اكره، وأحسن ما أسمعه قول من يقول: دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك، فأقول: إن هذا مما ينفعني وينفعك، فيقوم عني ويدعني. حتى رفع ذلك من قولي الى الوليد بن عقبة، ايام ولينا، فبعث الي فحبسني حتى كلم في، فخلى سبيلي.
ونادى عمار بن ياسر ذلك اليوم: يا معشر المسلمين، انا قد كنا وما كنا نستطيع الكلام، قلة وذلة، فأعزنا الله بدينه، وأكرمنا برسوله، ف الحمد لله رب العالمين* @HAD@ ، يا معشر قريش، الى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم، تحولونه هاهنا مرة، وهاهنا مرة، وما أنا آمن أن ينزعه الله منكم، ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله، ووضعتموه في غير أهله.
فقال له هاشم بن الوليد بن المغيرة: يا ابن سمية، لقد عدوت طورك وما عرفت قدرك، ما أنت وما رأت قريش لأنفسها، إنك لست في شيء من أمرها وإمارتها فتنح عنها.
Página 90