Saqifa
السقيفة وفدك
Géneros
واصبر حتى تلقى نبيك (صلى الله عليه وآله) وهو عنك راض.
ثم تكلم الحسين (عليه السلام)، فقال: يا عماه، إن الله تعالى قادر أن يغير ما قد ترى، والله كل يوم هو في شأن @HAD@ ، وقد منعك القوم دنياهم، ومنعتهم دينك، فما أغناك عما منعوك، وأحوجهم الى ما منعتهم، فأسأل الله الصبر والنصر، واستعذ به من الجشع والجزع، فان الصبر من الدين والكرم، وأن الجشع لا يقدم رزقا، والجزع لا يؤخر أجلا.
ثم تكلم عمار (رحمه الله) مغضبا، فقال: لا آنس الله من أوحشك، ولا آمن من أخافك، أما والله لو أردت دنياهم لأمنوك، ولو رضيت أعمالهم لأحبوك، وما منع الناس أن يقولوا بقولك إلا الرضا بالدنيا، والجزع من الموت، ومالوا الى سلطان جماعتهم عليه، والملك لمن غلب، فوهبوا لهم دينهم، ومنحهم القوم دنياهم، فخسروا الدنيا والآخرة، ألا ذلك هو الخسران المبين @HAD@ فبكى أبو ذر (رحمه الله)، وكان شيخا كبيرا وقال: رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة، اذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ما لي بالمدينة سكن ولا شجن غيركم، اني ثقلت على عثمان بالحجاز، كما ثقلت على معاوية بالشام، وكره أن أجاور أخاه وابن خاله بالمصرين
إلا الله، والله ما اريد إلا الله صاحبا، وما أخشى مع الله وحشة.
ورجع القوم الى المدينة، فجاء علي (عليه السلام) الى عثمان، فقال له: ما حملك على رد رسولي، وتصغير أمري، فقال علي (عليه السلام): أما رسولك، فأراد ان يرد وجهي فرددته، وأما أمرك فلم أصغره.
Página 77