Artes e Institutos Militares en la Época de Muhammad Ali Pasha
الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا
Géneros
تأسيس هذا المعمل كان عقب تأسيس معامل القلعة، وفي حوالي آخر سنة 1831م شرع في جمع العمال له وأعد للعمل، وقد كان قبل هذا التاريخ فيه أنوال للنسج.
وألقيت عهدة النظام فيه على عاتق مسيو مارنجو، المولود في مدينة جنوا، والمعروف منذ بضع سنين باسم علي أفندي، والذي اكتسب معلومات وتجارب قيمة في أثناء خدمته بمعامل القلعة تحت إمرة القائد أدهم بك، فاشتغل بهمة وثبات، وتخرج على يديه صناع ماهرون في أنواع صنعة البنادق من جميع الأحجام.
وبلغت طوائف العمال في هذا المعمل ألفا ومائتي شخص، ما بين عامل ورئيس عمال وصبي، وهم يصنعون في الشهر نحو التسعمائة بندقية، منها ثلاثمائة إنجليزية دون مواسيرها. والبنادق المصنوعة في هذا المعمل للمشاة النظاميين والفرسان ورجال المدفعية، على نفس النموذج المستعمل في الجيش الفرنسي. ومتوسط ما تتكلفه البندقية أربعون قرشا.
وكانت تعمل تجربة للمدافع في كل أسبوع عندما يكون الحديد المصنوع منه من نوع غير جيد شبيه بما يستعمل الآن، فتكون النتيجة أن يلقى خمس عدد هذه المدافع ويترك في زوايا الإهمال؛ لأنه لم يحتمل التجربة. وإذا كان الحديد من النوع الجيد الواجب استعماله في هذا العمل الخطير لا تتجاوز الكمية الملقاة منه السدس.
أما البنادق فكانت تصنع صنعا جيدا على العموم، ولأجل معرفة عيوبها بدقة يجب أن يكون الإنسان ذا دراية تامة بكل ما يتعلق بصناعة هذه الأسلحة. والعيوب تأتي من نوع الحديد وليست من عدم مهارة العامل على الأرجح. (4) مسبك الحديد
مسبك بولاق بناء شيد تشييدا فخما، وله منظر جميل ينم عما يؤديه من الخدم العظيمة، والبناء وحده بلغت قيمته مليونا ونصف مليون من الفرنكات، وواضع رسمه هو مسيو جالوي، المهندس الميكانيكي الذي في خدمة الوالي. وقد وضعه على نموذج مسبك لندرة. والمكلف بإدارته رئيس إنجليزي معه خمسة من الإنجليز، وثلاثة مالطيين رؤساء أعمال، وفيه أربعون تلميذا مصريا موزعون على جميع أقسام المسبك.
وفوق ذلك عين له ناظر مكلف بضبط حسابه ومسك دفاتره، يعاونه كاتبان قبطيان في ذلك، وهو يراقب أيضا نظار جميع فروع المسبك، ورئيسه المباشر القائد أدهم بك، مدير معامل القلعة. وهذا الناظر برتبة ضابط. ويصب في هذا المسبك كل يوم خمسون قنطارا من الحديد المعد لصابورة المراكب والآلات التي تصنع في المعامل. وهذه العميلة تستلزم خمسين قنطارا من الفحم الحجري، وتبلغ مصروفات المسبك عشرة آلاف قرش إلى أحد عشر ألف قرش في الشهر، عدا ثمن المهمات. (5) معمل البارود وملح البارود
أقيم بناء هذا المعمل بالمقياس في طرف جزيرة الروضة في مكان فسيح ومناسب؛ لبعده عن جميع المباني الآهلة بالسكان، ومديره هو مسيو مارتيل، الذي كان مستخدما في معمل البارود بمدينة سانت شماس، ويشتغل تحت إدارته تسعون عاملا موزعون على أقسامه الكثيرة، ومن بين هؤلاء العمال ثمانية عشر عاملا يخلطون الكبريت والفحم وملح البارود، وواحد وعشرون عاملا يقلبون البارود في الطواحين. وهي عشر طواحين لكل واحدة منها عشرون مدقة، وتتحرك بعشر آلات تدور بواسطة البغال التي يسوقها عشرة رجال.
ويصنع في اليوم في هذا المعمل خمسة وثلاثون قنطارا من الرش، على يد أربعين عاملا مكلفين بهذه المهمة، وطريقة صنع البارود في مصر هي طريقة التبخير كما أوضحنا ذلك بالجزء الثاني من كتابنا. وهذه الطريقة اقتصادية أكثر من طريقة النار، وقد كثر صنع البارود بمصر بإنشاء كثير من المعامل التي تصنع ملح البارود. وإننا نذكر أسماءها بالتوالي على حسب الناتج من كل منها سنة 1833م:
قنطار
Página desconocida