السموأل :
ثق بأني لولا هذا الفكر لما كنت ماطلت بالجواب، ولما أصغيت برهة إلى نجوى الحنان؛ فإن ما يمنعني عن الإقدام في هذا الأمر هو قولي: إن حياة ولدي لمن أعطاه الحياة، وليس لي حق التصرف بها.
الحارث :
ونعم الفكر، فرضى الضمير قبل رضى الناس. وكن على ثقة من أني ما قصدت بكل ما قلت إثارة أحزانك وتهييج أشجانك، لكنما الشفقة على عاديا من ربيته وثقفته دفعتني إلى حدة اللهجة.
السموأل :
لا ريب لي في ودادك وإخلاصك. اذهب الآن فرسول الطماح لا يلبث أن يأتينا بالجواب الأخير، فاجمع وجهاء عشيرتنا ووافني بهم إلى هذا المكان، وأنا سأفكر مليا، فإذا كان ولدي لا يرضى أن يجود بحياته في سبيل الجار فليس لي الحق أن أفعل. (يهم الحارث بالخروج)
ولكن قل لي: هل وقفتم على شيء جديد بشأن هند ويزيد؟
الحارث :
لا، فهما لا يزالان غائبين من الحمى (يخرج الحارث) .
السموأل :
Página desconocida