أشهر وخمسة وعشرين يوما.
وأول من ملك مكة من الأشراف من بني حسن : أبو محمد جعفر بن محمد من بني موسى الجون (1) وكان ذلك بعد الأربعين والثلثمائة. وكان حاكم مكة انكجور التركي من قبل العزيز بالله الفاطمي ، فقتله الأمير أبو محمد جعفر واستوت له تلك النواحي ، وبقيت في يده نيفا وعشرين سنة.
ثم ولي بعده أخوه (2) عيسى بن محمد ، فقتل وولي الأمير أبو الفتوح الحسن بن أبي محمد جعفر.
ثم ولي بعده ابنه تاج المعالي شكر ، واشتهرت عنه حكاية غريبة في الكرم ، ومن شعره :
قوض خيامك عن أرض تضام بها
وجانب الذل إن الذل مجتنب (3)
ولما توفي سنة أربع وستين وأربعمائة بقيت مكة شاغرة ، فملكها حمزة بن وهاس (4) من بني سليمان ، وقامت الحرب بينهم وبين بني موسى سبع سنين ، ثم خلصت للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم ، ويقال لهم : الهواشم ، وبقيت الإمارة في ولده إلى سنة
أقول : والأخشيدية انتهى حكمها سنة 357 ه. أما إذا كانت تولية العلوي المذكور في زمن العزيز بالله الفاطمي كما يقول المؤلف فالعزيز تولى الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 365 ه. وإذا أردنا التوفيق بين الروايتين احتملنا وجود تحريف في كلمة (العزيز بالله) والمراد (المعز لدين الله). تراجع جمهرة أنساب العرب / 47 ، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام 2 / 194 ، والقاموس الإسلامي 1 / 47.
Página 47