فأما ما يذكر عن عمر من أنه كان يقول: سبحان ربي العظيم الأعلى، فلست أرى - والله أسأل التوفيق - أن يسبح به من صلى، لأنه قد يقول مثل هذا ويفعله، من يجحد الاسلام ويعطله، ممن يثبت مع الله إلها آخر، وإلهين وأكثر، ثم يزعم أن الله لا شريك له أعظم وأكبر من الخلق من الشركاء، فيقول: ربي الأعظم الأعلى، هو الذي خلق الأرض والسماء، وهو إلهنا الأكبر الذي لا يرى، ولنا آلهة سواه أخرى، لا تخلق شيئا ولا تنسى، كما يخلق ربنا الأعلى، وإنما نعبدهم معه، لنتقرب بعبادتهم عنده، وليكونوا شفعاء، في حياتنا هذه الدنيا، ولا يوقنون ببعث ولا حساب، ولا بمرجع إلى عقاب ولا ثواب، كما قال جل ثناؤه :{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } [لقمان: 25، الزمر: 38]. وقال سبحانه لرسوله :{ قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } [الزمر: 38]. وقال :{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } [الزمر: 3].
وأما التكبير في كل ركوع وسجود، قبل ما سنذكره إن شاء الله من التشهد، فتقول كلما ركعت، أو خفضت أو رفعت: الله أكبر، فإذا أنت كبرت وقللت بعد أو كثرت، فقد أديت في التكبير ما [ به ] أمرت، وذلك فهو - إن شاء الله - من الخشوع، إلا في رفعك لرأسك - ولا قوة إلا بالله - من الركوع، فإنك تقول: سمع الله لمن حمده، وتأويلها: قبل الله ممن شكره فعبده.
Página 475